ثم قال تعالى : { وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم لياكلون الطعام }[ 20 ] ، الآية : رد على المشركين الذين قالوا : { مال هذا الرسول ياكل الطعام ويمشي في الأسواق } أي : لقد علموا يا محمد أنه ما أرسل من قبلك من رسول إلا أنه ليأكل الطعام لأنه بشر من بني آدم ، ويمشي في الأسواق فليس عليك في ذلك لا{[49690]} نقص{[49691]} ولا حجة .
ثم قال تعالى{[49692]} : { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة }[ 20 ] ، أي : بلاء واختبارا{[49693]} ، اختبرنا بعضكم لبعض{[49694]} ، فجعلنا هذا نبيا ، وهذا ملكا ، وهذا فقيرا ، وهذا غنيا .
قال الحسن{[49695]} : في معنى الآية ، يقول هذا الأعمى : لو شاء الله لجعلني بصيرا مثل فلان ، ويقول السقيم : لو شاء الله لجعلني صحيحا مثل فلان .
وقال ابن جريج{[49696]} : يمسك عن هذا ، ويوسع{[49697]} على هذا فيقول : لم / يعطين مثل ما أعطى فلانا ، ويُبتلى بالوجع كذلك فيقول : لم يجعلني ربي صحيحا مثل فلان في أشباه ذلك من البلاء ، ليعلم من يصبر ممن يجزع وقيل{[49698]} في معنى الآية ، إن الشريف كان يريد أن يسلم فيمنعه من ذلك أن من هو دونه قد أسلم قبله{[49699]} فيقول : أعيّر{[49700]} بسبقه إياي . وإنه بعض الزمنى والفقراء كان يقول لم{[49701]} أكن غنيا صحيحا فأسلم . ثم قال عز وجل{[49702]} : { أتصبرون }[ 20 ] ، أي : إن صبرتم{[49703]} فقد علمتم أجر الصابرين .
قال الضاحك : معناه أتصبرون على الحق{[49704]} .
وقيل : معناه{[49705]} : لنعلم{[49706]} أتصبرون ، وبه يتم الجواب ، لقوله{[49707]} { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة }[ 20 ] .
ثم قال تعالى{[49708]} : { وكان ربك بصيرا }[ 20 ] ، أي : إن ربكم لبصير{[49709]} بمن يصبر ، ويجزع ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.