الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَقَدۡ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسۡتَطِيعُونَ صَرۡفٗا وَلَا نَصۡرٗاۚ وَمَن يَظۡلِم مِّنكُمۡ نُذِقۡهُ عَذَابٗا كَبِيرٗا} (19)

ثم قال تعالى{[49670]} : { فقد كذبوكم بما تقولون } أي : فقد كذبكم{[49671]} أيها الكافرون ، من زعمتم أنهم أضلوكم ودعوكم{[49672]} إلى عبادتهم . " بما تقولون " ، أي : بقولكم فمعناه كذبوكم بكذبكم{[49673]} .

وقال ابن زيد{[49674]} معناه ، فقد كذبكم أيها المؤمنون هؤلاء الكفار بما جاء به محمد صلى الله عليه{[49675]} وسلم من عند الله أي : بما تقولون من الحق .

قال{[49676]} : أبو عبيد{[49677]} تقديره{[49678]} فقد كذبوكم فيما{[49679]} يقولون . هذا كله على قراءة من قرأ{[49680]} بالتاء ، فأما من قرأ بالياء فمعناه : فقد كذبوكم بقولهم : { سبحانك ما كان ينبغي لنا } الآية ، { فما يستطيعون صرفا ولا نصرا } .

قال : ابن جريج{[49681]} : معناه : صرف العذاب عنهم ولا ينتصرون .

وقيل{[49682]} : المعنى : فما يستطيعون{[49683]} لك يا محمد صرفا عن الحق ولا نصرا لأنفسهم مما هم فيه من البلاء .

وقيل : معناه : فريضة ولا نافلة .

قال{[49684]} ابن زيد : ينادي مناد يوم القيامة : مالكم لا تناصرون ، أي : من عُبد من دون الله لم لا ينصر اليوم من عبده{[49685]} .

ثم قال تعالى{[49686]} : { ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا } أي : من يشرك بالله فقد ظلم{[49687]} نفسه بذلك{[49688]}

قال الحسن وابن جريج : الظلم هنا : الشرك{[49689]}


[49670]:"تعالى" سقطت من ز.
[49671]:ز: كذبوكم.
[49672]:من "ودعوكم...تقولون" سقط من ز.
[49673]:ز: بكذبهم.
[49674]:انظر: ابن جرير 18/192، وزاد المسير 6/79، والقرطبي 13/12.
[49675]:"صلى الله عليه وسلم" سقطت من ز.
[49676]:ز: وقال.
[49677]:ع، ز: "أبو عبيدة" وهو تحريف انظر: إعراب القرآن للنحاس 3/155، والقرطبي 13/12.
[49678]:انظر: معاني الزجاج 4/61، وإعراب القرآن للنحاس 3/155.
[49679]:من "فيما يقولون...سبحانك" سقط من ز.
[49680]:قرأ به عاصم في رواية حفص انظر: كتاب السبعة ص463، 18/193.
[49681]:انظر: ابن جريج 18/193.
[49682]:انظر: ابن جرير 18/193.
[49683]:يستطيعوا.
[49684]:ز: وقال.
[49685]:انظر: ابن جرير 18/193.
[49686]:"تعالى" سقطت من ز.
[49687]:: ضل.
[49688]:"بذلك" سقطت من ز.
[49689]:انظر: ابن جرير 18/193، والدر المنثور18/243.