قوله تعالى ذكره{[49625]} : { قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من{[49626]} دونك من أولياء }[ 18 ] إلى قوله : { وكان{[49627]} ربك بصيرا }[ 20 ] ، أي{[49628]} قال عيسى{[49629]} صلى الله عليه وسلم{[49630]} وعزيرا{[49631]} ، والملائكة تنزيها لك يا ربنا وبراءة مما أضاف{[49632]} إليك المشركون{[49633]} .
{ ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء } بل أنت ولينا من دونهم . { ولكن متعتهم } بالمال في الدنيا والصحة { حتى نسوا الذكر } أي : ذكرك . { وكانوا قوما بورا } أي : هلكى .
قيل : {[49634]} إن أعمارهم طالت بعد موت الرسل فنسوا وهلكوا .
قال الحسن{[49635]} : البور الذي ليس فيه خير ، وكذلك قال{[49636]} : ابن زيد ، والعرب تقول لما فسد وهلك أو كسد{[49637]} : بائر ومنه بارت السوق / ومن في{[49638]} { من أولياء } زائدة{[49639]} ، زيدت{[49640]} للتوكيد بعد النفي ، وأولياء في موضع نصب يتخذ ، والمعنى : ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك{[49641]} أولياء ، فكيف يتخذنا أحد أولياء من دونك ، وكيف{[49642]} نرضى بذلك ، نحن لا نرضى بذلك{[49643]} لأنفسنا ، فكيف نرضاه لغيرنا ، ووقع هذا الجواب على المعنى لا على اللفظ ، لأنه ليس بجواب لقوله { أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء } ولكن حمل الجواب على المعنى لأن من عبد شيء فقد تولاه ، ومن تولى شيئا فالمتولى ولي للمتولي{[49644]} ، فكلاهما ولي للآخر{[49645]} ، فلذلك قالوا : { ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء }{[49646]} فجاء الجواب على المعنى هذا يسمى التدريج عند بعض أهل النظر ، ومثله{[49647]} قوله : { أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون }{[49648]} فأتى الجواب على المعنى ، فقالوا : { سبحانك أنت ولينا من دونهم }{[49649]} فكأنه قال : أهؤلاء إياكم كانوا{[49650]} يعبدون ، اتخذوكم أولياء يعبدونكم فقالوا : { أنت ولينا من دونهم } وكذلك{[49651]} قوله { أأنتم أضللتم عبادي } معناه : أنتم اتخذتم عبادي أولياء فضلوا . فقالوا : { قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء } . وقرأ الحسن{[49652]} وأبو جعفر { أن نتخذ من دونك من أولياء } بضم النون وفتح الخاء .
قال أبو عمرو : لو كانت{[49653]} نُتخذ لحذفت " من " الثانية{[49654]} : فقلت أن نتخذ من دونك{[49655]} أولياء . وأجازه الفراء{[49656]} والكسائي : على بُعد وقُبح ، وذلك لا يجوز عند{[49657]} البصريين لأن أولياء ليس بمفعول على هذه القراءة واحد{[49658]} في معنى الجمع وإنما تدخل " من " على الواحد الذي في معنى الجماعة ، ألا ترى أنك تقول ، ما رأيت رجلا ، فإن أردت النفي العام{[49659]} قلت : ما رأيت من رجل ، وليس { أولياء } في قراءة{[49660]} من ضم النون واحدا{[49661]} في معنى جماعة{[49662]} ، ألا ترى أنك لو قلت : ما اتخذت أحدا وليا لي{[49663]} جاز أن{[49664]} تقول ما اتخذت من أحد وليا ، لأن أحدا في معنى الجماعة{[49665]} ، أحدا من ولي لم يجز إذ ليس ولي في معنى الجماعة ، فكذلك القراءة بضم النون ، تقبح{[49666]} مع ثبات " من " قبل أولياء فافهمه . ويتمكن على هذه{[49667]} القراءة عند من جوزها أن يكون المحشورون{[49668]} المسؤولون{[49669]} هم : الأصنام والأوثان ، يحييها الله فتقول ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.