ثم قال : { ووهبنا له إسحاق ويعقوب } أي : وهب الله لإبراهيم ولده إسحاق وولد ولده يعقوب بن إسحاق { وجعلنا في ذريته النبوءة والكتاب } أي : والكتب فدل الواحد على الجمع . يعني الكتاب الذي أنزل على موسى وداود وعيسى ومحمد صلى الله عليهم ، كلهم من ذرية إبراهيم .
{ وآتيناه أجر في الدنيا } أي : أعطيناه ثواب بلائه فينا في الدنيا ، { وإنه في الآخرة لمن الصالحين } أي : في المجازاة لا ينقص من أجره شيء والأجر هنا الثناء الصالح والولد الصالح ، قاله ابن عبس{[54460]} .
قال عكرمة{[54461]} : أجره في الدنيا هو أن أهل كل ملة يتولاه وهو عند الله من الصالحين في الآخرة{[54462]} .
وقال قتادة أجره في الدنيا عافية وعمل صالح وثناء حسن فليست تلقى أحدا من الملل إلا يرضى إبراهيم ويتولاه{[54463]} .
وقيل : أجره في الدنيا أن الله لم يبعث نبيا بعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم إلا من ذريته ، وليس من أهل دين إلا{[54464]} ( وهم ) يتحلون حب إبراهيم صلى الله عليه وسلم ويدعون دينه ، وذلك كله لا ينقصه من ثوابه في الآخرة ، فلذلك قال : { وإنه في الآخرة لمن الصالحين } أي : إن له في الآخرة منازل الصالحين . ومثله قوله تعالى :
{ إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار 45 وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار }{[54465]} يعني في الآخرة لم ينقصهم ما تفضل به عليهم في الدنيا من أجرهم في الآخرة شيئا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.