غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَجَعَلۡنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلۡكِتَٰبَ وَءَاتَيۡنَٰهُ أَجۡرَهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (27)

1

ثم ذكر ما أنعم به عليه من الأولاد والأحفاد ، ومن جعل النبوة وجنس الكتاب الإلهي فيهم . وهو التوراة والإنجيل والزبور والفرقان -ولهذا اندرج ذكر إسماعيل في الآية . ولعل السر في عدم ذكر إسماعيل والتصريح بذكره أن الله تعالى جعل الزمان بعد إبراهيم قسمين : أحدهما زمن إسحاق ويعقوب وذراريهما إلى زمان الفترة ، والآخر من محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم قيام الساعة وهو من ولد إسماعيل فطي ذكر إسماعيل إشارة إلى تأخر زمان دولته والله أعلم . ثم كرر ذكر النعمة بقوله { وأتيناه أجره في الدنيا } قال أهل التحقيق : إن الله تعالى بدل جميع أحوال إبراهيم عليه السلام بأضدادها . لما أراد القوم تعذيبه بالنار فجعلها الله عليه برداً وسلاماً ، وهاجر فريداً وحيداً فوهب الله له ذريّة طيبة مباركة كما وصفنا ، وكان لا مال له فكثر ماله حتى حصل له من المواشي ما علم الله عدده فقط . يروى أنه كان له اثنا عشر ألف كلب حارس في أعناقها أطواق من ذهب . وكان خاملاً حتى قال قائلهم { سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم } [ الأنبياء : 60 ] فجعل الله له لسان صدق في الآخرين . اللهم صلى على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم . ثم بين بقوله { وإنه في الآخرة لمن الصالحين } أن تلك النعمة الدنيوية ولذاتها مقرونة بفلاح الآخرة وصلاحها جعلنا الله تعالى ببركته أهلاً لبعض ذلك وهو المستعان .

/خ1