الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالَ إِنَّمَا ٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنٗا مَّوَدَّةَ بَيۡنِكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُ بَعۡضُكُم بِبَعۡضٖ وَيَلۡعَنُ بَعۡضُكُم بَعۡضٗا وَمَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (25)

ثم قال : { وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا } أي : قال لهم إبراهيم : اعبدوا الله واتقوه ، وقال لهم : إنما اتخذتم من دون الله آلهة هي أوثانا للمودة بينكم ، أي : فعلتم ذلك للمودة .

وهذا على قراءة من نصب{[54447]} . و( ما ) مع ( إن ) حرف واحد{[54448]} . والمعنى : إنما اتخذتموها مودة بينكم ، أي : تتحابون على عبادتها وتتواصلون عليها .

فأما من رفع المودة{[54449]} فإنه جعلها خبر إن ، وما بمعنى الذي{[54450]} . أو على إضمار مبتدأ ، أي : هو مودة{[54451]} أو تلك مودة . أي : إلفتكم وجماعتكم مودة بينكم{[54452]} . وإن شئت جعلت ( مودة ) مبتدأ ، وفي الحياة الدنيا الخبر{[54453]} ، ومن أضاف المودة ، إلى بين أخرجها عن أن تكون ظرفا ، ولا يجوز أن تكون ظرفا وهو مضاف{[54454]} .

ثم قال تعالى : { ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا } أي : يكون أمركم بعد هذه المودة في الدنيا على عبادة الأوثان إلى أن يتبرأ بعضكم من بعض ، ويلعن بعضكم بعضا .

{ ومأواكم النار } أي : مصير جميعكم إليها أيها العابدون الأوثان . { وما لكم من ناصرين } أي : ما لكم من نصير من الله فينقذكم من عذابه .

" أوثانا " وقف إن رفعت مودة على الابتداء ، أو على إضمار مبتدأ{[54455]} .


[54447]:قرأ حفص وحمزة "مودة بينكم" بنصب المودة: انظر: السبعة لابن مجاهد 499، والكشف لمكي 2، 178، والتيسير للداني 173، والنشر لابن الجزري 2/ 343، والجامع للقرطبي 13/338.
[54448]:انظر: الحجة لأبي زرعة 550، والحجة لابن خالويه 280، والجامع للقرطبي 13/338. (والمقصود أن "إنما" حرف واحد).
[54449]:قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: مودة بينكم برفع المودة. انظر: السبعة لابن مجاهد 499، والكشف لمكي 2/178، والتيسير للداني 173، والنشر لابن الجزري بإضافة رويس 2/343، وسراج القارئ 318
[54450]:انظر: الحجة لابن زنجلة 550، وإعراب القرآن للنحاس 3/254، ومعاني القرآن للزجاج 4/167، والبيان لابن الأنباري 2/242، والجامع للقرطبي 13/338، والمقصد لتلخيص ما في المرشد 67
[54451]:هكذا في الأصل ولعل الصواب: (أي هي).
[54452]:انظر: الحجة لأبي زرعة 550، وإعراب النحاس 3/254، ومعاني الزجاج 4/167، والبيان لابن الأنباري 2/242، والجامع للقرطبي 13/338، والمقصد لتلخيص ما في المرشد 67.
[54453]:انظر: الحجة لأبي زرعة 550، وإعراب النحاس 3/254، والحجة لابن خالويه280، ومشكل الإعراب لمكي 2/553، والبيان لابن الأنباري 2/242، والجامع للقرطبي 13/ 338، والمقصد لتلخيص ما في المرشد 67.
[54454]:انظر: إعراب النحاس 3/ 254، والجامع للقرطبي 13/ 338
[54455]:انظر: القطع والإئتناف للنحاس 552، والمكتفى للداني 443، ومنار الهدى للأشموني 215.