الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقۡسِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيۡرَ سَاعَةٖۚ كَذَٰلِكَ كَانُواْ يُؤۡفَكُونَ} (55)

ثم قال تعالى : { ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون } أي : ويوم تجيء ساعة البعث فيبعث الله الخلق ، يحلف الكفار ما لبثوا في قبورهم غير ساعة واحدة .

قال قتادة : لما عاينوا الآخرة هان عندهم ما لبثوا{[54841]} .

{ كذلك كانوا يوفكون } أي : كما كذبوا في قولهم في الآخرة ما لبثنا في قبورنا غير ساعة ، كذلك كانوا في الدنيا يكذبون ، أي : يصرفون الصدق إلى الكذب .

وقيل معنى ذلك : أن الكفار لا بد لهم من خمدة بين النفختين فلم يدروا مقدار ذلك فقالوا : ما لبثنا غير ساعة{[54842]} .

وقيل : معناه ما لبثنا في الدنيا غير ساعة ، هان عليهم مكثهم في الدنيا لانقطاعه وزواله فادعوا أنهم ما لبثوا فيها غير ساعة{[54843]} .


[54841]:انظر: الدر المنثور 6/502
[54842]:انظر: الجامع للقرطبي 14/47
[54843]:المصدر السابق