الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفٖ قُوَّةٗ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٖ ضَعۡفٗا وَشَيۡبَةٗۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡقَدِيرُ} (54)

قوله تعالى ذكره : { الله خلقكم من ضعف } 53 ، إلى آخر السورة .

هذه الآية احتجاج على من أنكر البعث ، فتقرر عندهم أنه تعالى خلقهم من ضعف وهو النطفة ، فجعلهم بشرا قويا ، ثم رد القوي إلى الضعف وهو الهرم والشيب فمن فعل هذا يقدر على إحيائكم بعد موتكم .

والضعف بالفتح : المصدر ، والضعف بالضم الاسم .

وروى عطية{[54836]} عن ابن عمر أنه قال : " قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم الذي خلقكم من ضعف " فقال لي : " من ضعف " {[54837]} .

وقرأ عيسى ابن عمر{[54838]} " من ضعف " بضمتين{[54839]}/ .

وأجاز الكوفيون ضعف بفتح الضاد والعين لأجل حرف الحلق{[54840]} .

ثم قال : { يخلق ما يشاء } .

أي : يخترع ويحدث ما يشاء .

{ وهو العليم } أي : بخلقه ، { القدير } أي : القادر عليهم .


[54836]:هو عطية ابن سعيد بن جنادة العوفي الجدلي القيسي الكوفي أبو الحسن، من رجال الحديث روى عن أبي سعيد وأبي هريرة وابن عباس وابن عمر وعكرمة، وروى عنه الأعمش وابن أبي ليلى انظر: طبقات ابن سعد 6/304 وميزان الاعتدال 3/79، وشذرات الذهب 1/144
[54837]:أخرجه أبو داود في سننه 4/32، وورد في إعراب النحاس 3/278، والكشف لمكي 2/186، والمحرر الوجيز 12/271، والنشر 2/344، والدر المنثور 6/501
[54838]:هو عيسى بن عمر الثقفي النحوي البصري، أبو عمرو ومن أئمة اللغة، وهو شيخ الخليل وسيبويه، وعلى طريقته مشى هذا الأخير وأمثاله من أهل البصرة انظر: وفيات الأعيان 3/486، وغاية النهاية 1/613.2498 وبغية الوعاة 2/237، 1880
[54839]:انظر: إعراب النحاس 3/278 والبحر المحيط 7/18 وروح المعاني 3/278
[54840]:انظر: فتح القدير 4/232.