محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقۡسِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيۡرَ سَاعَةٖۚ كَذَٰلِكَ كَانُواْ يُؤۡفَكُونَ} (55)

وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ } أي في الدنيا أو القبور . وإنما يقدرون وقت لبثهم بذلك على وجه استقصارهم له . أو ينسون أو يكذبون أو يخمنون { كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ } أي مثل ذلك الصرف كانوا يصرفون عن الصدق والتحقيق في الدنيا . وهكذا كانوا يبتون أمرهم على خلاف الحق . كذا في ( الكشاف ) .

وقال ابن كثير : يخبر تعالى عن جهل الكفار في الدنيا والآخرة . ففي الدنيا فعلوا ما فعلوا من عبادة الأوثان . وفي الآخرة يكون منهم جهل عظيم أيضا منه إقسامهم بالله أنهم ما لبثوا غير ساعة واحدة في الدنيا . ومقصودهم بذلك عدم قيام الحجة عليهم ، وأنهم لم ينظروا حتى يعذر إليهم . انتهى .

وقال الشهاب : المراد من قوله {[6084]} : { كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ } تشابه حاليهم في الكذب وعدم الرجوع إلى مقتضى العلم . لأن مدار أمرهم على الجهل والباطل . والغرض من سوق الآية وصف المجرمين بالتمادي في الباطل ، والكذب الذي ألفوه . انتهى .

وقيل : كان قسمهم استقلالا لأجل الدنيا ، لما عاينوا الآخرة ، تأسفا على ما أضاعوا في الدنيا .


[6084]:(30 الروم 55).