إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقۡسِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيۡرَ سَاعَةٖۚ كَذَٰلِكَ كَانُواْ يُؤۡفَكُونَ} (55)

{ وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة } أي القيامةُ سُمِّيتْ بها لأنَّها تقومُ من آخرِ ساعةٍ من ساعاتِ الدُّنيا أو لأنَّها تقعُ بغتةً وصارتْ عَلَماً لها كالنَّجمِ للثُّريَّا والكوكَبِ للزُّهْرةِ . { يُقْسِمُ المجرمون مَا لَبِثُواْ } أي في القبُورِ أو في الدُّنيا . والأولُ هُو الأظهرُ لأنَّ لبثَهم مُغيَّى بيومِ البعثِ كما سيأتي وليسَ لبثُهم في الدُّنيا كذلكَ وقيلَ : فيما بين فناءِ الدُّنيا والبعثِ وانقطاع عذابِهم . وفي الحديثِ : ( ما بينَ فناءِ الدُّنيا وَالبَعثِ أربعونَ{[649]} ) وهُو محتملٌ للسَّاعاتِ والأيَّامِ والأعوامِ وقيلَ : لا يعلم أهي أربعونَ سنة أو أربعونَ ألفِ سنة { غَيْرَ سَاعَةٍ } استقلُّوا مدَّة لبثهم نسياناً أو كذباً أو تخميناً { كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ } مثلَ ذلكَ الصَّرفِ كانوا يُصرفون في الدُّنيا عن الحقِّ والصِّدقِ .


[649]:أخرجه بلفظ "ما بين النفختين أربعون" البخاري في كتاب التفسير السورة (78) الباب (1) كما أخرجه مسلم في كتاب الفتن حديث رقم (141) والنسائي في كتاب المساجد باب (3).