ثم قال تعالى : { وما كان لمومن ولا مومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم } أي : أن يتخيروا من ( أمرهم غير ) {[55529]} الذي قضى الله ورسوله ، ويخالفوا ( ذلك ) {[55530]} فيعصونهما ، { ومن يعص الله ورسوله } أي : فيما أمر أو نهي .
{ فقد ضل ضلالا مبينا } {[55531]} أي : جار عن قصد السبيل ، وسلك غير طريق الهدى .
ويروى أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش حين خطبها رسول الله على فتاه زيد بن حارثة فامتنعت من إنكاحه ( نفسها ) {[55532]} {[55533]} .
قال ابن عباس : خطبها رسول الله على فتاه زيد بن حارثة فقالت : لست بناكحته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بلى فانكحيه فقالت يا رسول الله/ أؤامر نفسي ؟ فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسوله فقالت رضيته/ لي يا رسول الله منكحا ، قال : نعم ، قالت : إذا لا أعصي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد أنكحته نفسي " {[55534]} .
قال قتادة : لما أخطب رسول الله زينب بنت جحش وهي بنت عمته ، ظنت أنه يريدها لنفسه ، فلما علمت أنه يريدها لزيد امتنعت فأنزل الله : { وما كان لمومن } الآية ، فأطاعت وسلمت {[55535]} .
وقيل : نزلت في [ أم كلثوم ] {[55536]} بنت عقبة بن أبي معيط وذلك أنها وهبت نفسها للنبي فزوجها زيد بن حارثة قاله بن زيد {[55537]} .
قال : وكانت أول من هاجر من النساء ، فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : قد قبلت ، فزوجها زيد بن حارثة ، فسخطت هي وأخوها وقالا : إنما أردنا رسول الله فزوجنا عبده ، فنزلت الآية {[55538]} .
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خطبها لزيد قالت : لا أرضى به ، وأن أيم {[55539]} نساء قريش ، فقال لها النبي عليه السلام : قد رضيته لك ، فأبت عليه فنزلت الآية ، فرضيت به وجعلت أمرها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنكحها من زيد بن حارثة ، فمكثت عند زيد ما شاء الله ، ثم أتاه رسول الله زائرا له فأبصرها قائمة فأعجبته ، فقال : سبحان الله مقلب القلوب ، فرأى زيد أن رسول الله قد هويها ، فقال : يا رسول الله ائذن لي في طلاقها ، فإن بها كبرة وأنها تؤذيني بلسانها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اتق الله وأمسك عليك زوجك " {[55540]} ، وفي قلبه ما في قلبه ، ثم إن زيدا طلقها بعد ذلك ، فلما انقضت عدتها أنزل الله نكاحها من السماء على رسوله وأنزل عليه الآيات : { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه } إلى : { مقدورا } {[55541]} .
وعن عائشة أنها قالت : " لو كتم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا مما أنزل عليه لكتم هذه الآية {[55542]} .
قال أنس : " لما انقضت عدة زينب من زيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد : اذكرني لها ، فانطلق زيد إلى زينب فقال لها : أبشري أرسل رسول الله يذكرك ، فقالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر {[55543]} ربي فقامت إلى مسجدها {[55544]} وصلت ونزل القرآن على رسوله : { فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها } الآيتان . فجاء إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل عليها بغير إذنها {[55545]} .
وروي أنها كانت تقول لرسول الله : لست كأحد من النساء لأن الله زوجنيك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.