الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۚ وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مَا يَمۡلِكُونَ مِن قِطۡمِيرٍ} (13)

قوله تعالى ذكره : { يولج الليل في النهار ويولج النهار } 13 إلى قوله { إن أنت إلا نذير }23 .

أي : يزيد من الليل والنهار ومن النهار في الليل . وأصل الإيلاج الدخول{[56151]} .

فالمعنى يدخل من هذا في هذا ، ومن هذا في هذا .

قال ابن عباس : هو انتقاص أحدهما من الآخر{[56152]} .

ثم قال : { وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى } أي : سخرهما في الجري نعمة منه وفضلا لتعلموا عدد السنين/ والحساب ، والليل من النهار ، يجريان لوقت معلوم لا يتقدمانه ولا يتأخران عنه .

قال قتادة : لا يقصر دونه ولا يتعداه{[56153]} .

وقيل : الأجل المسمى هنا : القيامة{[56154]} .

ثم قال : { ذلكم الله ربكم } أي : الذي يفعل هذه الأفعال هو الله معبودكم الذي لا تصلح العبادة إلا له .

ثم قال : { له الملك } أي : له الملك التام ، كل في سلطانه وملكه يفعل ما يشاء .

ثم قال : { والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير } أي : الأوثان والأصنام التي تعبدون من دون الله لا تملك شيئا من ذلك ولا مقدار قطمير فما فوقه ، وهي القشرة الرقيقة التي على النواة .

وقال ابن عباس : قطمير هو الجلد الذي يكون على ظهر النواة{[56155]} .

وقال مجاهد : لفافة النواة كسحاة البيضة{[56156]} .

وقال قتادة : هو الذي على رأس النواة{[56157]} .


[56151]:انظر: اللسان مادة "ولج" 2/399
[56152]:انظر: جامع البيان 22/124
[56153]:انظر: المصدر السابق والجامع للقرطبي 14/78، والدر المنثور 7/14
[56154]:هو قول الحسن في الجامع للقرطبي 14/78
[56155]:انظر: جامع البيان 22/125 والدر المنثور 7/14
[56156]:انظر: المصدرين السابقين 22/125 و 7/15، وتفسير مجاهد 557. وسحاة البيضة هو قشرها جاء في اللسان مادة "سحا" 14/372 أن سحاة كل شيء قشره والجمع سحا.
[56157]:انظر: جامع البيان 22/125 والجامع للقرطبي 14/336، وفتح القدير 4/343، ولفظ قتادة في جامع البيان 22/125 هو القشرة التي على رأس النواة" ولفظه في الجامع للقرطبي وكذا فتح القدير: "هو القمع الذي على رأس النواة"