ثم قال تعالى ذكره : { وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج } أي : ما يعتدلان . والفرات : أعذب العذب والملح الأجاج : ماء البحر .
والأجاج : المر وهو أشد المياه ملوحة في مرارة .
ثم قال : { ومن كل تأكلون لحما طريا } أي : ومن كل البحار ، يعني لحم الحوت وغيره من صيد البحرين .
ثم قال تعالى : { وتستخرجون حلية تلبسونها } يعني اللؤلؤ والمرجان .
فقال : { ومن كل } فعم ، وهما إنما يخرجان من الملح ، كما قال : { يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان }{[56143]} أي من أحدهما هذا قول أبي إسحاق{[56144]} .
وقيل : إن الأصداف التي منها الدر وغيره إنما تستخرج من المواضع التي فيها الماء العذب والملح نحو العيون{[56145]} .
وقال المبرد : قوله { ومن كل } يراد بها الملح خاصة كما قال تعالى : { جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله }{[56146]} وكما تقول : لو رأيت الحسن والحجاج لرأيت خير كثيرا تريد به الحسن خاصة{[56147]} .
والمعنى على قول المبرد : ومن كل الملح تستخرجون .
ثم قال تعالى : { وترى الفلك فيه مواخر } .
قال قتادة : تجري مقبلة ومدبرة{[56148]} يقال : مخرت السفينة مخرا إذا خرقت الماء{[56149]} .
قال ابن عباس : " مواخر " جواري{[56150]} ، يعني في الملح خاصة فلذلك قال " فيه " .
والفلك جمع فلك كأسد وأسد ، ووثن ووثن .
ثم قال تعالى : { لتبتغوا من فضله } أي : في السفن يطلبون الرزق بالأسفار فيها .
{ ولعلكم تشكرون } أي : تشكرون على تسخيره إياها لكم وعلى غير ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.