ثم قال تعالى : { ومكر السيء } أي : وخدعة سيئة ، وذلك أنهم صدوا الضعفاء عن اتباعه مع كفرهم به .
قال قتادة : " ومكر السيء " هو الشرك{[56286]} .
وأصل المكر السيء في اللغة الكذب / والخديعة بالباطل{[56287]} . وقوله : " جهد " نصبه على المصدر ، أي : جهدوا في مبالغة الإيمان جهدا .
" واستكبارا " ومكرا " انتصبا على أنهما مفعولان من أجلهما أي فعلوا ذلك لهذا أي للاستكبار والمكر .
وأكثر النحويين على رد قراءة حمزة بإسكان همزة " السيء في الوصل " {[56288]}
وقال قوم : هو جائز في كلام العرب سائغ ، وإنما فعل ذلك في الوقف فوصل على نية الوقف كما أثبت هاء السكت وألف " أنا " في الوصل من أثبتهما على نية الوقف{[56289]} .
وقال قوم : إنما أسكن استخفافا لأنه قد اجتمع في الكلمة ياءان : الثانية مكسورة والكسرة مقام ياء ، وبعد ذلك همزة ، وهي ثقيلة ، فأسكن لاجتماع هذا الثقل{[56290]} .
وقد خففت العرب كسرتين نحو : " إبل " " وإطل " فقالوا : إبل وإطل وخففوا ضمتين فقالوا : " رسل{[56291]} وسبل{[56292]} " فشبهوا حركة الإعراب بحركة البناء عند اجتماع كسرتين على حرفين ثقيلين قبلهما حرف ثقيل .
وقيل : إنه إنما كان يخفي الحركة وليس يسكن .
ثم قال تعالى : { ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله } أي : لا يحل مكروه الباطل وعقوبته إلا بمن فعله .
ثم قال : { فهل ينظرون إلا سنت الأولين } أي : سنتنا في إهلاكه الأمم الماضية على كفرهم .
{ فلن تجد لسنت الله تبديلا } أي : لا تجد يا محمد لعادة الله في إهلاك الكفار تغييرا .
{ ولن تجد لسنت الله تحويلا } أي : انتقالا بل ينتقم منهم ، وينزل عليهم سخطه ، فإن أمهلهم وأملى لهم فلا بد من عادة الله فيهم بالانتقام كما مضت فيمن كان قبلهم من الأمم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.