ثم قال : { إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا } أي : لئلا تزولا عن مكانهما .
{ ولئن زالتا } قال الفراء : " لئن " بمعنى لو {[56278]} .
والمعنى : ولو زالتا وحسن ذلك عنده لأن : ( لئن ولو ) تجابان ، بجواب واحد فشبيهتان في المعنى .
قال قتادة : " أن تزولا " أي : من مكانهما {[56279]} .
وروي أن رجلا جاء إلى عبد الله ، فقال له : من أين جئت ؟ فقال من الشام ، فقال : من لقيت ؟ قال : لقيت كعبا ، قال : ما حدثك كعب ؟ قال : حدثني أن السماوات تدور على منكب ملك ، قال : فصدقته أو كذبته ؟ قال : ما صدقته ولا كذبته ، قال لوددت أنك افتديت من رحلتك إليه براحلتك ورحلها ، كذب كعب ، إن الله يقول : { إن الله يمسك السماوات } الآية {[56280]} .
وروي عنه أن الرجل قال له : قال كعب : إن السماء في قطب كقطب الرحى ، [ والقطب عمود ] {[56281]} ، والعمود على منكب ملك {[56282]} .
وقيل : إن المعنى أن النصارى لما قالت : إن المسيح ابن الله ، وقالت اليهود عزير ابن الله كادت السماوات أن تنفطر ، وكادت الجبال أن تزول وكادت الأرض أن تنشق ، فأمسك الله جل ذكره ذلك حلما منه وأناة {[56283]} وتفضلا وهو قوله تعالى : { يكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا } {[56284]} .
وقوله جل ذكره : { ولئن زالتا } يعني به يوم القيامة لأنها تزول فيه . س
وقيل : إن المعنى : لو وقع هذا ، على ما ذكرنا عن الفراء {[56285]} .
ثم قال : { إنه كان حليما غفورا } أي : حليما عن من عصاه أن يعالجه بالعقوبة ، فإمساكه السماوات والأرض والجبال عند قولهم ذلك ، وإضافتهم الولد إليه من حلمه ، غفورا لمن تاب من كفره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.