ثم قال تعالى : { قل أرأيتم شركاءكم } أي : قل يا محمد لهؤلاء المشركين : أخبروني عن شركائكم الذين تدعون من دون الله ، { ماذا خلقوا من الأرض } أي : هل خلقوا شيئا ، { أم لهم شرك في السماوات } إن لم يكونوا {[56271]} خلقوا في الأرض شيئا أم أعطاكم الله كتابا أن تشركوا بها ، وتعبدونها من دون الله ، فأنتم على حجج من عبادتكم لها إن كان معكم شيء من ذلك فهل عبدتموها لأمر من هذه الأمور ، فيقوم لكم بذلك عذر أم عبدتموها لا لمعنى ، فتظهر لكم خطاياكم وكذلك فعلوا ألا ترى أنهم لم يجدوا حجة من عبادتهم لها إلا أن { قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين } {[56272]} .
ومعنى " أرأيتم " عند سيبويه : أخبروني عن كذا {[56273]} ، على ( معنى ) {[56274]} التوقيف ، وأجاز سيبويه " قد علمت زيد أبو من هو " بالرفع لأن زيدا في المعنى مستفهم عنه ، ولو جعلت موضع علمت أرأيت ، لم يجز الرفع لأنه بمعنى أخبرني عن زيد {[56275]} ، فلا يصلح أن يعلق ، إذ خرج عن حد ما يدخل على الابتداء والخبر ، وحسن تعليق علمت لأنها داخلة على الابتداء والخبر .
ثم قال : { بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا } أي : ليس لآلهتهم شيء من هذه الخلال ، فقولهم : ما نعبد آلهتنا إلا لتقربنا إلى الله زلفى خداع من بعضهم لبعض ، وحسن إضافة الشركاء إليهم لأنهم هم اختلقوها وجعلوها شركا لله .
و " بينت " في الخط بالتاء وذلك يدل على أنه جمع لأنه لو كان واحدا لم يكتب بالتاء لأنه منون ، وإن ما وقع بالتاء من هذا النوع ما كان غير منون نحو " رحمت ربي " و[ . . . ] {[56276]} الله وشبه ذلك .
وأيضا فإن كثيرا من المصاحف كتبت " بينات " فيه بألف قبل التاء فمن قرأ بالتوحيد {[56277]} فلا يخلو من أن يكون خالف الخط ، ومخالفته لا تجوز ، أو تكون قراءة على لغة الذين قالوا في طلحة : طلحت فوقفوا بالتاء ، وهي لغة شاذة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.