الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّا جَعَلۡنَٰهَا فِتۡنَةٗ لِّلظَّـٰلِمِينَ} (63)

ولما ذكر الله{[57350]} هذه الآية ، قال المشركون : كيف ينبت الشجر في النار ، والنار تحرق الشجر ؟ فقال الله جل ذكره{[57351]} : { إنا جعلناها فتنة للظالمين } يعني المشركين الذين قالوا في ذلك ما قالوا ، ثم أخبرهم الله{[57352]} ، بصفة هذه الشجرة ، فقال جل ذكره{[57353]} : { إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم } .

قال قتادة : غذيت بالنار ومنها خلقت{[57354]} .

قال السدي : قال أبو جهل لما نزلت هذه الآية : إن شجرة الزقوم : أتعرفونها في كلام العرب{[57355]} ؟ أنا آتيكم{[57356]} بها ، فدعا جاريته{[57357]} فقال : إيتني بزيد وبتمر ، فقال{[57358]} : دونكم تزقموا فهذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى ذكره{[57359]} تفسير هذا : { أذلك خير نزلا } إلى آخر الآيات فالظالمون{[57360]} هنا أبو جهل وأصحابه{[57361]} . وهي مشتقة من التزقم وهو البلع على جهد وشدة{[57362]} ، فقيل لها شجرة الزقوم أنهم يتزقمونها أي{[57363]} يبتلعونها من شدة جوعهم ، فيبتلعونها على جهد وتقف على حلوقهم يختنقون بها لخشونتها ومرارتها وكراهتها ونتنها فيتعذبون بها على أن تصل إلى أجوافهم فيملؤون بطونهم من ذلك من شدة الجوع ثم لا ينفعهم ذلك ولا يجدون له نفعا ولا لذة .


[57350]:ب: "الله عز وجل"
[57351]:ب: "عز وجل"
[57352]:ب: "الله عز وجل"
[57353]:ساقط من ب
[57354]:انظر: جامع البيان 23/63 وتفسير ابن كثير 4/11 والدر المنثور 7/95
[57355]:ساقط من ب
[57356]:ب: "أنبئكم"
[57357]:أ: "لجاريته" ب "بجاريته"
[57358]:ب: "فقال العرب" ولعل كلمة "العرب" زيادة من الناسخ؟
[57359]:ب: "عز وجل"
[57360]:أ: "الظالمين"
[57361]:انظر: جامع البيان 23/63
[57362]:انظر: اللسان مادة "زقم" 12/268
[57363]:ساقط من ب