الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ لَهُمۡ غُرَفٞ مِّن فَوۡقِهَا غُرَفٞ مَّبۡنِيَّةٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ ٱلۡمِيعَادَ} (20)

ثم قال : { لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف } أي : اتقوه بأداء فرائضه واجتناب محارمه لهم في الجنة غرف { فوقها غرف }{[58837]} .

قال الزجاج : معناه : لهم في الجنة منازل رفيعة فوقها منازل أرفع منها{[58838]} .

{ تجري من تحتها الأنهار } أي : من تحت أشجارها .

ثم قال تعالى : { وعد الله لا يخلف الله الميعاد } أي : وعد الله ذلك وعدا .

وسيبويه يسميه مصدرا مؤكدا بمنزلة : صنع الله وكتاب الله .

وأجاز أبو حاتم الوقف على ( الأنهار ) وهو غير جائز على مذهب سيبويه لأن ما قبل ( وعد ) يعمل فيه لقيامه مقام العامل{[58839]} .


[58837]:ساقط من (ح).
[58838]:انظر: معاني الزجاج 4/350.
[58839]:انظر: القطع والإئتناف 620، والمكتفى 488، ومنار الهدى 271، والمقصد 74.