ثم قال تعالى : { ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض } أي : أنزل من السماء مطرا فأجراه عيونا .
قال الحسن : هو العيون{[58840]} ، وقال الشعبي : كل عين في الأرض من السماء نزل ماؤها{[58841]} .
وقيل ، المعنى : أنزل من السماء مطرا فأدخله في الأرض فجعله الينابيع ، أي : عيونا .
والمعنى/ كالأول سواء ، وواحد الينابيع ينبوع .
ثم قال { ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه } ، أي : يخرج بالماء أنواعا من الزرع من بين شعير وحنطة{[58842]} وسمسم{[58843]} وأرز ونحو ذلك من الأنواع ، هذا قول الطبري واختياره{[58844]} .
وقال غيره : معنى مختلفا ألوانه : أخضر وأسود وأصفر وأبيض{[58845]} .
وقوله : { ثم يهيج } ، أي : يجف عند تمامه .
قال الأصمعي : يقال للنبات إذ تم ، قد هاج يهيج هيجا{[58846]} .
وحكى المبرد عنه : هاجت الأرض تهيج إذا أدبر نبتها وولى{[58847]} .
وقوله : { فتراه مصفرا } ، أي : قد يبس فصار أصفر بعد خضرته ورطوبته .
{ ثم يجعله حطاما } أي : فتاتا ، يعني : تبن الزرع والحشيش .
ثم قال تعالى : { إن في ذلك الذكرى لأولي الألباب } أي : إن في فعل ذلك والقدرة عليه لتذكرة وموعظة لأصحاب العقول فيعلمون أن من قدر على ذلك لا يتعذر عليه ما شاء من إحياء الموتى وغير ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.