ثم بين الذين أنقذوا من النار ، وهم الذين اتقوا ربهم حين قال : { لكن الذين اتقوا ربهم } أي اتقوا مخالفة ربهم ونقمته .
ثم بين ما أوعد لهم في الآخرة ، فقال عز وجل : { لهم غرف من فوقها غرف مبنية } ذكر أن لهم غرفا في الجنة ، والغرف في الشاهد إنما تتخذ لضيق المكان . لكن ذلك في الجنة ليس كذلك ، ولكن لما كان الله عز وجل عرف من رغبة الناس في الدنيا في الارتفاع والعلو والكرامة والتفضيل على الانحدار في الأرض ؛ رغبهم في الآخرة على ما رغبوا ، وأحبوا في الدنيا ، ولكن لأهل الدرجات ، ولأهل النار الدركات .
ثم قوله تعالى : { تجري من تحتها الأنهار } يخبر أن أمر أهل الجنة على خلاف أمر أهل الدنيا ؛ إذ في الدنيا ؛ كل ما ارتفع ، وعلا ، من البنيان كان الماء منه أبعد والوصول إليه أصعب . فأخبر أنهم ، وإن كانوا في الغرف والدرجات ، فأبصارهم إنما تقع على الماء ، والماء لا يبعد عنهم ، ولا يصعب ، والله أعلم .
ثم ذكر في الغرف البناء ولا ذكر السماء أنه بناها ، فلم يفهم من بنائه ما ذكر ما فهم من بناء الخلق .
فكيف فهم من مجيء الرب وغير ذلك ما فهم من مجيء الخلق وإتيانهم ؟ لولا ما كان فيهم من فساد اعتقادهم ؟ والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.