ثم قال {[62868]} : { ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة } .
أي : ومن قبل هذا القرآن كتاب موسى أنزلناه عليه {[62869]} ، " فالهاء " تعود على القرآن المتقدم ذكره في قوله : { إن أتبع إلا ما يوحى إلي } {[62870]} وهو التوراة إماما لبني إسرائيل يأتمون به ، ورحمة لهم {[62871]} .
ثم قال {[62872]} : { وهذا كتاب مصدق } يعني : القرآن مصدق للتوراة .
وقيل : مصدق لمحمد صلى الله عليه وسلم {[62873]} وما جاء به {[62874]} .
وقوله : { لسانا عربيا } نصبه على الحال من المضمر في { مصدق } {[62875]} .
وقيل : هو حال من { كتاب } لأنه لما نعت قرب من المعرفة فحسنت الحال منه {[62876]} .
وقيل : هو منصوب " بمصدق " ، وفيه بعد ؛ وفيه بعد ؛ لأنه يصير المعنى أن القرآن يصدق نفسه ، فيصير التقدير : وهذا القرآن مصدق نفسه ؛ لأن اللسان العربي هنا هو القرآن ، وهذا المعنى ناقص إذا تأملته {[62877]} .
وقيل : " اللسان " هنا عني به محمد صلى الله عليه وسلم {[62878]} ، فعلى هذا المعنى يحسن نصب " لسان " " بمصدق " ، كأنه قال : وهذا القرآن مصدق محمدا صلى الله عليه وسلم {[62879]} {[62880]} .
ويجوز أن يكون في الكلام حذف مضاف . والتقدير : وهذا كتاب مصدق صاحب لسان عربي ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم {[62881]} ، وهذا قول حسن وتأويل صحيح .
ثم قال {[62882]} : { لتنذر الذين ظلموا } أي : لينذر [ أهل ] {[62883]} الكتاب الذين ظلموا {[62884]} .
وقيل معناه : لينذر محمد صلى الله عليه وسلم {[62885]} بالقرآن الذين ظلموا ، وهذا التأويل على قراءة من قرأ لينذر [ بالياء ، فأما على قراءة من قرأ بالتاء فلا يكون إلا لمحمد صلى الله عليه وسلم ، والمعنى : لتنذر يا ] {[62886]} محمد {[62887]} الذين ظلموا أنفسهم بكفرهم بالله {[62888]} سبحانه {[62889]} .
أي : وهو بشرى للذين أطاعوا الله عز وجل {[62890]} فأحسنوا لأنفسهم في فعلهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.