الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَٰبُ مُوسَىٰٓ إِمَامٗا وَرَحۡمَةٗۚ وَهَٰذَا كِتَٰبٞ مُّصَدِّقٞ لِّسَانًا عَرَبِيّٗا لِّيُنذِرَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُحۡسِنِينَ} (12)

ثم قال {[62868]} : { ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة } .

أي : ومن قبل هذا القرآن كتاب موسى أنزلناه عليه {[62869]} ، " فالهاء " تعود على القرآن المتقدم ذكره في قوله : { إن أتبع إلا ما يوحى إلي } {[62870]} وهو التوراة إماما لبني إسرائيل يأتمون به ، ورحمة لهم {[62871]} .

ثم قال {[62872]} : { وهذا كتاب مصدق } يعني : القرآن مصدق للتوراة .

وقيل : مصدق لمحمد صلى الله عليه وسلم {[62873]} وما جاء به {[62874]} .

وقوله : { لسانا عربيا } نصبه على الحال من المضمر في { مصدق } {[62875]} .

وقيل : هو حال من { كتاب } لأنه لما نعت قرب من المعرفة فحسنت الحال منه {[62876]} .

وقيل : هو منصوب " بمصدق " ، وفيه بعد ؛ وفيه بعد ؛ لأنه يصير المعنى أن القرآن يصدق نفسه ، فيصير التقدير : وهذا القرآن مصدق نفسه ؛ لأن اللسان العربي هنا هو القرآن ، وهذا المعنى ناقص إذا تأملته {[62877]} .

وقيل : " اللسان " هنا عني به محمد صلى الله عليه وسلم {[62878]} ، فعلى هذا المعنى يحسن نصب " لسان " " بمصدق " ، كأنه قال : وهذا القرآن مصدق محمدا صلى الله عليه وسلم {[62879]} {[62880]} .

ويجوز أن يكون في الكلام حذف مضاف . والتقدير : وهذا كتاب مصدق صاحب لسان عربي ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم {[62881]} ، وهذا قول حسن وتأويل صحيح .

ثم قال {[62882]} : { لتنذر الذين ظلموا } أي : لينذر [ أهل ] {[62883]} الكتاب الذين ظلموا {[62884]} .

وقيل معناه : لينذر محمد صلى الله عليه وسلم {[62885]} بالقرآن الذين ظلموا ، وهذا التأويل على قراءة من قرأ لينذر [ بالياء ، فأما على قراءة من قرأ بالتاء فلا يكون إلا لمحمد صلى الله عليه وسلم ، والمعنى : لتنذر يا ] {[62886]} محمد {[62887]} الذين ظلموا أنفسهم بكفرهم بالله {[62888]} سبحانه {[62889]} .

{ وبشرى للمحسنين } .

أي : وهو بشرى للذين أطاعوا الله عز وجل {[62890]} فأحسنوا لأنفسهم في فعلهم .


[62868]:ع: "ثم قال تعالى".
[62869]:ع : "عليهم".
[62870]:الأحقاف: 8.
[62871]:انظر: تفسير القرطبي 16/191.
[62872]:ع: "ثم قال تعالى".
[62873]:ساقط من ع.
[62874]:انظر: تفسير القرطبي 16/191.
[62875]:انظر: معاني الأخفش 2/693، وإعراب النحاس 4/162، وإملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب للعكبري 2/123، وتفسير القرطبي 16/191، والبحر المحيط 8/59.
[62876]:انظر : التبيان في إعراب القرآن للعكبري 2/1155، وإعراب النحاس 4/162.
[62877]:انظر : التبيان للعكبري 2/1155، وتفسير القرطبي 16/191.
[62878]:ع : "عليه السلام".
[62879]:ساقط من ع.
[62880]:انظر: تفسير القرطبي 16/191.
[62881]:ع: "عليه السلام".
[62882]:ساقط من ح.
[62883]:?????
[62884]:انظر هذا التوجيه في: مشكل إعراب القرآن لمكي 665، والبيان في غريب إعراب القرآن لابن الأنباري 2/369، وجامع البيان 16/191، والكشاف للزمخشري 4/301.
[62885]:ساقط من ع.
[62886]:ساقط من ح.
[62887]:ح: بزيادة "صلى الله عليه وسلم".
[62888]:ساقط من ع.
[62889]:جاء في الكشف عن وجوه القراءات لمكي: "قرأ نافع وابن عامر والبزي بالتاء على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم كما قال: {إنما أنت منذر} [الرعد: 8]، وقال: {لتنذر به} [الأعراف: 1] وقال: {قل إنما أنذرك} [الأنبياء: 45]- وقرأ الباقون بالياء ردوه على الغيبة، أي لينذر به محمد، وكلا القراءتين بمعنى، فرجع الإنذار إلى محمد صلى الله عليه وسلم لتقدم ذكره في قوله: {وما أنا إلا نذير}. انظر: الكشف 2/271، والحجة في القراءات لابن خالويه 326، وحجة القراءات لابن زنجلة 662، وإعراب النحاس 4/162.
[62890]:ساقط من ع.