ثم قال {[62799]} : { قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به } [ 9 ] أي : قل يا محمد لهؤلاء القائلين للقرآن لما جاءهم هذا سحر مبين ، إن كان هذا القرآن من عند الله أنزله علي وكفرتم به .
{ وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله } يعني موسى عليه السلام شهد على مثل القرآن ، فالتصديق أنه {[62800]} من عند الله هو التوراة .
فشهد على التوراة أنها من عند الله سبحانه {[62801]} ، والقرآن مثلها . قاله مسروق {[62802]} {[62803]} .
وقال الشعبي {[62804]} : زعم قوم أنه عبد الله {[62805]} بن سلام ، وإنما أسلم عبد الله بالمدينة ، والحواميم مكية ، ولكنه موسى عليه السلام {[62806]} ، وروى مالك {[62807]} عن أبي هريرة عن عامر بن سعد {[62808]} بن أبي وقاص {[62809]} أنه قال : ما سمعت {[62810]} النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض [ إنه ] {[62811]} من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام ، قال : وفيه : نزلت { وشهد شاهد من بني إسرائيل } {[62812]} {[62813]} .
وقال ابن عباس : كان رجلا {[62814]} من أهل الكتاب آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم {[62815]} [ قال {[62816]} ] : إنا نجده في التوراة ، وكان أفضل رجل فيهم وأعلمهم فخاصم {[62817]} اليهود النبي صلى الله عليه وسلم وتراضوا {[62818]} بحكم عبد الله بن سلام {[62819]} وقالوا : إن شهد لك آمنا بك ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم {[62820]} : أشهد أني رسول الله مكتوبا في التوراة والإنجيل ؟
فقال : نعم فاعترضت {[62821]} اليهود وأسلم عبد الله {[62822]} ، وهو {[62823]} قوله : { فآمن واستكبرتم } .
قال {[62824]} مجاهد : هو عبد الله بن سلام ، وهو قول قتادة وابن زيد {[62825]}والحسن {[62826]} .
وعن الشعبي أنه قال : هو رجل من أهل الكتاب غير عبد الله بن سلام {[62827]} .
وذهب ابن سيرين {[62828]} إلى أن هذه الآية مدنية جعلت في سورة مكية فيصح أنه عبد الله بن سلام لأن إسلامه ( كان بالمدينة {[62829]} ) .
ثم قال : { إن الله لا يهدي القوم الظالمين } أي : جعل جزاءهم على كفرهم ترك توفيقهم للهدى .
وقيل : في الآية تقديم وتأخير ، والتقدير :
{ قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم } .
فقوله : " واستكبرتم " معطوف على وكفرتم {[62830]} . وقوله : " على مثله " : معناه عليه ، كما قال :
{ فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به {[62831]} : أي : فإن آمنوا/ بمثل القرآن {[62832]} وجواب " أرأيتم " محذوف .
دل عليه { إن الله لا يهدي القوم الظالمين } والتقدير/أضلكم الله {[62833]} بفعلكم ، إن الله {[62834]} لا يهدي القوم الظالمين .
وقيل التقدير فآمن واستكبرتم أليس قد ظلمتهم ، إن الله لا يهدي [ القوم {[62835]} ] الظالمين {[62836]} .
و{ أرأيتم } لفظ موضوع {[62837]} للسؤال والاستفتاء ، ويكون {[62838]} للتنبيه ولذلك لا يقتضي مفعولا به {[62839]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.