ثم قال : { قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم } [ 8 ] .
أي : قل {[62766]} يا محمد : ما كنت أو الرسل فتنكرون رسالتي ، بل قد كان قبلي رسل كثير وأنا واحد منهم {[62767]} .
قال المبرد {[62768]} : البدع البديع الأول ، ومنه يقال : ابتدع فلان كذا ، أي : أتى بما لم يتقدمه {[62769]} إليه أحد قبله ، ومنه بديع السماوات : أي : مبتدعهما {[62770]} {[62771]} .
وقوله : { وما أدري ما يفعل بي ولا بكم } .
قيل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يقول ذلك للمؤمنين ، أي : لست أدري ما نصير إليه يوم القيامة .
ثم بين {[62772]} الله عز وجل {[62773]} حاله فقال : { إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله {[62774]} ما تقدم من ذنبك وما تأخر {[62775]} } وبين للمؤمنين أمرهم فقال : { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم } {[62776]} هذا قول ابن عباس .
وقال عكرمة {[62777]} والحسن : هذه الآية منسوخة نسختها سورة الفتح ، قالا : فلما نزلت سورة الفتح خرج النبي {[62778]} صلى الله عليه وسلم فبشرهم بأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فقال له رجل من المسلمين هنيئا {[62779]} لك يا نبي الله قد علمنا ما يفعل بك فما يفعل بنا ، فأنزل الله ، { وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا } {[62780]} وأنزل : { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } {[62781]} {[62782]} إلى قوله : { حكيما } فبين للمؤمنين ما يفعل بهم أيضا {[62783]} .
قال قتادة : ما أدري {[62784]} ما يفعل بي ولا لكم ، ثم درى ما يفعل به في أول الفتح {[62785]} ، وعن الحسن : أنها نزلت في المشركين ، وأنه صلى الله عليه وسلم ما يدري ما يصير إليه {[62786]} أمره معهم في الدنيا ، وما يصير أمرهم ، أيؤمنون أم يكفرون ، أيعجلون بالعذاب أم يؤخرون وقال : أما في الآخرة فمعاذ الله ، إنه {[62787]} قد علم أنه في الجنة حين أخذ ميثاقه في الرسل {[62788]} .
وقيل معناه : ما أدري ما يفترض علي وعليكم في الدنيا من الفرائض {[62789]} .
وقيل المعنى : ما أدري ما يحل علي وعليكم من جذب أو رخاء في الدنيا .
وقيل إنها نزلت في رؤيا رآها النبي صلى الله عليه وسلم ، فسرت أصحابه فاستبطئوا تأويلها فأنزل الله عز وجل {[62790]} : { وما أدري ما يفعل بي ولا بكم } .
واختار الطبري {[62791]} وغيره أن يكون هذا في أمر الدنيا دون حال الآخرة لأنه لو كان {[62792]} لا يدري ما يفعل به ولا بهم في الآخرة لكان ذلك حجة لهم لأنهم يقولون له : فعلى {[62793]} ما نتبعك إذا كنت لا تدري على أي حال نصير غدا في القيامة {[62794]} .
وقوله : { إن أتبع إلا ما يوحى إلي } أي : ما اتبع فيما أمركم به وفيما أفعله إلا وحي الله عز وجل {[62795]} إلي وأمره إياي .
{ وما أنا إلا نذير مبين } أي : أنذركم عقاب الله عز وجل {[62796]} على كفركم .
{ مبين } أي : قد بينت {[62797]} لكم إنذاري لكم ونصحي {[62798]} إياكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.