/قوله : ( وَقَالَتِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ ) الآية [ 20 ] .
معنى الآية أن قوماً من اليهود( {[15328]} ) والنصارى كلمهم النبي صلى الله عليه وسلم وخوّفهم ، فقالوا : ما تُخَوِفُنَا يا محمد ؟ نحن أبناء الله وأحباؤه( {[15329]} ) ، فقال الله لنبيه : ( قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم ( بِذُنُوبِكُمْ ) )( {[15330]} ) إن كنتم كما زعمتم ، وذلك أن اليهود قالت( {[15331]} ) : ( لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً( {[15332]} ) )( {[15333]} ) ، فأقروا بالعذاب وادعوا أنهم أبناء الله وأحباؤه( {[15334]} ) .
ثم قال : قل لهم يا محمد ( بَلَ اَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ) أي : أنتم مثل سائر بني آدم ، لا فضل لكم عليهم إلا بالطاعة( {[15335]} ) .
( يَغْفِرُ لِمَنْ يَّشَاءُ ) أي : يستر ذنوبه ، وهم المؤمنون ، ( وَيُعَذِّبُ مَنْ يَّشَاءُ ) أي : يميته( {[15336]} ) على الضلالة فيعذبه( {[15337]} ) . وقال السدي في معنى ( يَغْفِرُ لِمَنْ يَّشَاءُ ) أي : يهدي من يشاء في الدنيا فيغفر له ، ( وَيُعَذِّبُ مَنْ يَّشَاءُ ) ( أي يميته على الضلالة )( {[15338]} ) فيعذبه( {[15339]} ) .
( وَ[ لِلهِ ]( {[15340]} ) مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ ) أي : تدبيرها وتدبير ما بينهما ، وإليه مصيركم فيجازيكم بأعمالكم( {[15341]} ) .
وقوله ( فَلِمَ يُعَذِّبُكُم ) معناه : فلم عذّبكم بذنوبكم فمسخكم( {[15342]} ) قردة وخنازير ؟ وإنما احتج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بما قد كان وعلم ، ولم يحتجّ عليهم بما لم يقع بعد ، لأنهم ينكرون ذلك ويدّعون( {[15343]} ) أنهم لا يعذبون فيما يستقبلون ، فالماضي [ أولى ]( {[15344]} ) به وعليه المعنى( {[15345]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.