قوله ( وَمِنَ الذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ ) الآية [ 15 ] .
هذا في الإعراب كقولك " من زيد أخذت درهمه " ( {[15271]} ) وهو حسن ، ولو قلت : " درهمه من زيد ( " أخذت " ، و " ميثاقهم من الذين قالوا إنا نصارى أخذنا " ، و " أخذت درهمه من زيد " )( {[15272]} ) ، و( {[15273]} ) " ( أَلْيَنَهَا لبِست من الثياب )( {[15274]} ) " ، لم يجز [ لتقدم ]( {[15275]} ) المضمر على المظهر( {[15276]} ) .
ومعنى الآية : أن الله تعالى أعلمنا أنه أخذ أيضاً من النصارى ميثاقهم( {[15277]} ) ، فسلكوا مسلك اليهود ، فبدلوا ونقضوا وتركوا حظهم الذي( {[15278]} ) ذكّروا به من الإنجيل مثل اليهود( {[15279]} ) .
وقوله : ( فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ ) أي : حرضنا( {[15280]} ) وألقينا . وهي الأهواء المختلفة والتباغض والخصومات في الدين( {[15281]} ) التي بين اليهود والنصارى( {[15282]} ) .
وقيل : بين النصارى بعضهم مع بعض ، وبين اليهود بعضهم مع بعض( {[15283]} ) . والهاء والميم في ( بَيْنَهُمُ )( {[15284]} ) تعود على اليهود والنصارى( {[15285]} ) .
وقيل : على النصارى( {[15286]} ) ، لأنهم قد افترقوا فرقاً منهم : النسطورية( {[15287]} ) واليعقوبية( {[15288]} ) و[ الملكانية ]( {[15289]} ) وغير ذلك ، فالعداوة( {[15290]} ) بين بعضهم مع بعض( {[15291]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.