الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ كَثِيرٗا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖۚ قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ} (15)

قوله ( يَا أهْلَ الكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً ) الآية [ 16 ] .

المعنى : أن الله عز وجل أعلم أهل الكتاب أنه( {[15292]} ) أرسل إليهم محمداً( {[15293]} ) صلى الله عليه وسلم( {[15294]} ) يبين لهم كثيراً مما أخفوا من الكتاب –وهو التوراة والإنجيل- ، وكان ذلك من أدل ما يكون على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم إذ أعلم الناس بما فعل أهل الكتاب ، فمما( {[15295]} ) بينه : رجم الزانيين( {[15296]} ) المحصنين –وقد أخفوه وغيروه( {[15297]} )- وقتل النفس بالنفس وغيره .

وقال [ القرظي ]( {[15298]} ) : أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن –حين قدم المدينة- هاتان الآيتان وكانت اليهود بها يومئذ ، ثم نزلت السورة كلها جملة ( واحدة )( {[15299]} ) عليه بعرفات( {[15300]} ) .

ومعنى ( وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ ) أي : ( و )( {[15301]} ) يترك أخذكم( {[15302]} ) بكثير مما كنتم تخفون من كتابكم ، فلا يأمركم بالعمل به ، إلا أن يأمره الله بذلك( {[15303]} ) . وقيل : هو ما جاؤهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من تخفيف ما كان الله شدده عليهم وتحليل ما كان حرم عليهم( {[15304]} ) .

قوله ( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ) إلى ( صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) [ 17 و18 ] .

والمعنى : يا أهل التوراة والإنجيل ( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ ) وهو محمد صلى الله عليه وسلم هو نور لمن استنار به ، ( وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ) هو القرآن( {[15305]} ) .

[ وقيل : النور : التوراة ، والكتاب المبين : القرآن ]( {[15306]} ) .


[15292]:- ب ج د: وهم اليهود والنصارى أنه.
[15293]:- ب ج د: محمد.
[15294]:- هو قول قتادة في تفسير الطبري 10/141.
[15295]:- ب ج د: فمن ما.
[15296]:- ب ج: الزانيون. د: الزانيه ن.
[15297]:- هو قول ابن عباس وعكرمة في تفسير الطبري 10/141 و142.
[15298]:- في جميع النسخ: القرطبي. وهو خطأ. وهو أبو حمزة محمد بن كعب بن سليم القرظي المدني، ثقة عالم. قال ابن حجر: وهم من قال أنه ولد في عهد النبي عليه السلام توفي سنة 20هـ. وفي طبقات ابن سعد 7/501 حديث يبشر به. وانظر: كذلك التقريب 2/203.
[15299]:- مستدركة –في أ- فوق السطر، ساقطة من ب ج د.
[15300]:- د: معرفات. وانظر: تفسير البحر 3/447، والتحرير والتنوير 6/71.
[15301]:- ساقطة من ب ج د.
[15302]:- ب: أحدكم.
[15303]:- انظر: تفسير الطبري 10/143.
[15304]:- هو قول الحسن في تفسير البحر 3/449.
[15305]:- انظر: تفسير الطبري 10/143، وحكاه القرطبي في احكامه 6/118 عن الزجاج، وانظر: معانيه 2/161.
[15306]:- ساقطة من أ. ولم أعثر على هذا القول في المؤلفات المتوفرة لدي لتحقيق هذا الكتاب.