قوله : ( لُعِنَ الذِينَ كَفَرُوا ) الآية [ ( {[17330]} )80 ] .
( ذلك ) في موضع رفع ، على معنى : ذلك اللعن بما عَصَوا( {[17331]} ) ، أو على معنى : الأمرُ ذلك بما عصوا ، ويجوز أن يكون في موضع نصب على معنى : فعلنا ذلك بما عصوا( {[17332]} ) .
والمعنى : أن الذين لعنوا على لسان داود ( هم )( {[17333]} ) أهل السبت ، والذين لعنوا على لسان عيسى ( ابن مريم ) ( {[17334]} ) هم أصحاب المائدة ، قاله ابن عباس( {[17335]} ) . وقيل : الذين لعنوا على لسان داود مسخوا قردة ، والذين لعنوا على لسان عيسى مسخوا خنازير( {[17336]} ) . قال النبي صلى الله عليه وسلم : أول ما وقع النقص( {[17337]} ) في بني إسرائيل : أن أحدهم كان يرى أخاه على المعصية فينهاهُ ، ثم لا يمنعه ذلك من الغد( {[17338]} ) أن يكون أكيله وشريبه( {[17339]} ) .
قال ابن عباس : لعنوا بكل لسان : لعنوا على عهد موسى في التوراة ، ولعنوا على عهد( {[17340]} ) داود( {[17341]} ) في الزبور ، ولعنوا على عهد عيسى في الإنجيل ، ولعنوا على عهد محمد في القرآن( {[17342]} ) .
وقال مجاهد( {[17343]} ) : لعنوا على لسان داود فصاروا قردة ، وعلى لسان عيسى فصاروا خنازير( {[17344]} ) . والمراد بذلك( {[17345]} ) –والله أعلم- أنه ( تعالى )( {[17346]} ) حذرهم أن يقولوا في عيسى ما قالوا فلعنوا كما لعن هؤلاء( {[17347]} ) .
ورُوي( {[17348]} ) أن داود( {[17349]} ) عليه السلام دعا عليهم على عهده : وذلك( {[17350]} ) أنه مرَّ على نفر وهم في بيت ، فقالك من في البيت ؟ [ فقالوا ]( {[17351]} ) : خنازير ، فقال : ( اللهم اجعلهم خنازير ) ، فأصابتهم لعنته( {[17352]} ) ، ودعا عليهم عيسى فقال : " اللهم( {[17353]} ) الْعَنْ مَنْ افْتَرَى عَلَيَّ وَعَلَى أُمِّي ، فَاجْعَلْهُمْ " ( {[17354]} ) قردة خاسئين( {[17355]} ) . ذلك بعصيانهم واعتدائهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.