الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوٓاْ أَهۡوَآءَ قَوۡمٖ قَدۡ ضَلُّواْ مِن قَبۡلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرٗا وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ} (77)

قوله : ( قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحَقِّ ) الآية [ 79 ] .

المعنى : قل يا محمد : يا أهل الإنجيل لا تغلوا في دينكم أي : لا تفرطوا( {[17311]} ) في القول في أمر المسيح فتجاوزوا الحق( {[17312]} ) في جعلكم إياه [ إلهاً ]( {[17313]} ) ، ولكن قولوا : ( رَسُولُ( {[17314]} ) اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ [ مِّنْهُ ] )( {[17315]} ) .

( وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَد ضَّلُّوا مِن قَبْلُ ) أي : أهواء اليهود الذين قد ضلوا( {[17316]} ) من قبلكم عن سبيل الله الهدى( {[17317]} ) ( وَأَضَلُّوا كَثِيراً ) : أي : أضل هؤلاء اليهود كثيراً من الناس عن الحق ، فحملوهم على( {[17318]} ) الكفر بالله والتكذيب بالمسيح ، ( وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ) أي : عن قصد السبيل( {[17319]} ) .

وسمي ( الهوى/( {[17320]} ) هوى ، لأنه يهوي )( {[17321]} ) بصاحبه في الباطل( {[17322]} ) والهوى( {[17323]} ) –في القرآن- مذموم( {[17324]} ) . والعرب لا تستعمله إلا في الشر ، وأما في الخير فيستعملون( {[17325]} ) الشهوة والمحبة( {[17326]} ) .

وقال ابن نجيح( {[17327]} ) : ( وَأَضَلُّوا كَثِيراً ) اليهود( {[17328]} ) أضلوا المنافقين( {[17329]} ) .


[17311]:- ب: تفرظوا.
[17312]:- ب ج د: القول الحق.
[17313]:- أ: الله.
[17314]:- ب ج د: هو عبد.
[17315]:- ساقطة من ج د. وانظر: تفسير الطبري 10/487.
[17316]:- ج: مضوا.
[17317]:- ج: الهدى.
[17318]:- ج د: عن.
[17319]:- انظر: تفسير الطبري 10/488، وانظر: معاني الزجاج 2/197 و198.
[17320]:- ب: اليهودي.
[17321]:- ج: الهدى هدى لأنه يهدي.
[17322]:- إعراب النحاس 1/513، وفي التفسير الكبير 12/63: "النار" بدل "الباطل"، وكذا في أحكام القرطبي 6/252.
[17323]:- ج: الهدى.
[17324]:- انظر: معاني الزجاج 2/197، وهو قول الشعبي في التفسير الكبير 12/63.
[17325]:- ج د: فيستعملونه.
[17326]:- وفي اللسان: هوا: "ومتى تُكُلِّم بالهوى مطلقاً لم يكن إلا مذموماً حتى يُنعت بما يُخرِج معناه، كقولهم: "هوى حسن وهوى موافق للصواب"، وانظر: التفسير الكبير 12/63.
[17327]:- هو أبو يسار عبد الله بن أبي نجيح، واسم أبي نجيح: يسار المكي، الثقفي مولاهم، ثقة رمي بالقدر، وربما دلس. مات سنة 31هـ. انظر: التقريب 1/456.
[17328]:- ب ج د: أي: هؤلاء اليهود.
[17329]:- انظر: تفسير الطبري 10/488.