الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

{ كأنهم جراد منتشر } كأنهم في انتشارهم من القبور إلى موقف الحساب جراد منتشر .

وقوله { خشعا أبصارهم } حال من الضمير{[66047]} في ( يخرجون من قبورهم ){[66048]} فينتشرون لموقف العرض يوم يدع الداع خشعا إبصارهم ، أي{[66049]} هي ذليلة خاضعة ، ولا يجوز أن يكون حالا من المضمر في عنهم ، لأن الأمر بالتوالي في الدنيا ، والإخبار بخشوع{[66050]} أبصارهم بعد بعثهم{[66051]} .

وقوله { كأنهم جراد منتشر } [ 7 ] وقال في موضع آخر { يوم يكون{[66052]} الناس كالفراش المبثوث{[66053]} } فذلك صنفان مختلفان ، وإنما ذلك لأن كون ذلك في وقتين مختلفين أحدهما عند البعث بالخروج من القبور يخرجون فزعين لا يهتدون أين يتوجهون ، فيدخل بعضهم في بعض لا جهة لأحد منهم يقصدها{[66054]} نشبههم{[66055]} عند ذلك بالفراش لأن{[66056]} الفراش لا جهة له يقصدها ، وإنما هي بعضها في بعض فلا يزال الناس كذلك حتى يسمعوا{[66057]} المنادي يدعوهم{[66058]} فيقصدونه ، فتصير لهم وجهة يقصدونها ، فشبههم في هذا الوقت بالجراد المنتشر ، وهكذا الجراد ( وجهة تقصدها ){[66059]} وهي منشرة .

ويروى أن مريم سألت{[66060]} ربها أن يطعمها لحما لا دم فيه فأطعمها الجراد فدعت للجراد فقالت : اللهم أعشها بغير رضاع ( وتابع بنيها بغير شياع ، أي : بغير دعاء بينها ){[66061]} .


[66047]:انظر: التبيان في إعراب القرآن 2/1193، و البحر المحيط 8/175.
[66048]:ع: "يخرجون: أي: يخرجون من قبورهم".
[66049]:ساقط من ع.
[66050]:ع: "مخشوع" وهو تحريف.
[66051]:انظر: مشكل الإعراب 698، وإعراب النحاس و 4/278، ومغني اللبيب 602.
[66052]:ع: "تكون" وهو تصحيف.
[66053]:سورة القارعة: 3.
[66054]:ع: "يقصدوها".
[66055]:ع: "فشبهم"وهو تحريف.
[66056]:ع: "فان".
[66057]:ع: "يسمع".
[66058]:ح: يدعونهم: وهو تحريف.
[66059]:ع: "جهة تقصدوها" وهو تحريف.
[66060]:ع: "دعته".
[66061]:ح: "وتابع بينها شياع أي: بغير دعائها".