الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمان الرحيم

سورة القمر

سورة القمر مكية{[1]}

قوله تعالى : { اقتربت الساعة } إلى قوله { وكل أمر مستقر } الآيات [ 1- 3 ] .

معناه دنت القيامة وقربت .

روى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب وقد كادت الشمس تغيب فقال ما بقي من دنياكم فيما مضى إلا مثلا ما [ بقي ]{[66022]} من هذا اليوم فيما مضى وما نرى{[66023]} من الشمس إلا يسيرا{[66024]}{[66025]} .

وقال كعب{[66026]} ووهب{[66027]} الدنيا ستة آلاف سنة{[66028]} . قال وهب قد مضى{[66029]} منها خمسة آلاف وستمائة{[66030]} ، وهذا إنذار من الله بدنو القيامة وقرب فناء الدنيا .

وقوله : /{ وانشق القمر } أي : انفلق وكان ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قبل الهجرة{[66031]} ، وذلك أن كفار قريش سألوه آيه فأراهم انشقاق القمر ، فدل{[66032]} على صحة قوله ، فلما أراهم ذلك ( أعرضوا وكذبوا ){[66033]} . وقالوا هذا سحر مستمر سحرنا له محمد ، ففي ذلك يقول الله جل ذكره .


[1]:أ: إذ.
[66022]:ساقط من ح.
[66023]:ع: "يرى".
[66024]:ع: "يسير".
[66025]:أخرجه الإمام أحمد في المسند 3/19. وذكره ابن كثير في تفسيره 4/261، والقرطبي في الجامع 17/125.
[66026]:ع: "كعب الأعبار".
[66027]:ع: "مذهب" وهو تحريف.
[66028]:انظر: تفسير القرطبي 17/125.
[66029]:ع: "مضت".
[66030]:انظر: تفسير القرطبي 17/125.
[66031]:ع: "هجرته".
[66032]:ع : "آية تدل".
[66033]:ع: "كذبوا وأعرضوا".