الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ} (49)

وقوله { إنا كل شيء خلقناه بقدر } أي : بمقدار قدرناه وقضيناه وفي هذا بيان بالتوعد{[66236]} للقائلين بالقدر .

وقال ابن عباس : إني لأجد في القرآن قوما يسحبون في النار وعلى وجوههم ، يقال لهم ذوقوا مس سقر لأنهم كانوا يكذبون بالقدر{[66237]} وإني لأراهم فما أدري أشيء [ كان ]{[66238]} قبلنا أم شيء فيما بقي{[66239]} .

وقال أبو هريرة خاصمت مشركو قريش النبي صلى الله عليه وسلم في القدر ، فأنزل الله تعالى { إن المجرمين في ضلال وسعر } إلى قوله { إنا كل شيء خلقناه بقدر }{[66240]} .

( وقال أبو عبد الرحمان السلمي لما نزلت هذه الآية : إنا كل شيء خلقناه{[66241]} بقدر ) ، قال رجل يا رسول الله ففيم{[66242]} العمل ، أفي شيء نستأنفه ، أم في شيء قد{[66243]} فرغ منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فكل ميسر لما خلق له فسنيسره لليسرى وسنيسره{[66244]} للعسرى{[66245]} ) . وقال محمد بن كعب القرطبي/ لما تكلم الناس في القدر نظرت وإذا هو في هذه الآية أنزلت فيهم : { إن المجرمين في ضلال وسعر } إلى { خلقه بقدر }{[66246]} . قال أبو محمد وقد أملانا الكلام على إعراب هذه الآية ، والاستدلال منها على الله خلق كل شيء ، وأنه لفظ عام لا خصوص فيه في غير هذا الكلام .


[66236]:ع : "للتوعد".
[66237]:ح: "بالقرآن".
[66238]:ساقط من ح.
[66239]:انظر: جامع البيان 27/65، والدر المنثور 7/685.
[66240]:انظر: جامع البيان 27/65، والدر المنثور 7/682، ولباب النقول 208.
[66241]:ساقط من ع.
[66242]:ح: "فيم".
[66243]:ساقط من ح.
[66244]:ع: "أي فسنيسره للعسرى".
[66245]:أخرجه مسلم – كتاب القدر – باب: تصريف الله تعالى القلوب كيف يشاء 16/204 ومسند الإمام أحمد 4/27. والترمذي – أبواب: القدر – ما جاء في الشقاء والسعادة 3/301 (رقم 2219). والطبراني في المعجم الكبير – مسند أبي بكر 1/17 (رقم 47). وذكره ابن جرير في جامع البيان 27/65 والواحدي في أسباب النزول 299 والسيوطي في الدر المنثور 7/686.
[66246]:انظر: جامع البيان 274/65.