قوله : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله } {[67488]} إلى قوله : { إن الله سميع بصير } [ الآية 1 ] .
هذه الآية {[67489]} نزلت في خولة بنت ثعلبة ، وقيل اسمها خويلة {[67490]} .
وقيل اسم أبيها {[67491]} خويلد ، وقيل الصامت {[67492]} .
وقيل الذبيح ، وهي امرأة من الأنصار .
قال قتادة : كان زوجها أوس بن الصامت {[67493]} {[67494]} .
روي {[67495]} أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها تغسل شق رأسه/ ، فقالت يا رسول الله طالت صحبتي مع زوجي وظاهر مني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حرمت عليه . وكان الظهار في الجاهلية طلاقا بائنا ، وكان بينها وبين زوجها قرابة {[67496]} فقالت أشكو إلى الله فاقتي إليه ، ثم جعلت تكرر عليه المسألة ويجاوبها بمثل ذلك ، فتقول أشكو إلى الله فاقتي إليه ، فنزل الوحي وقد قامت عائشة تغسل شق رأسه الآخر ، فأومأت إليها [ عائشة ] {[67497]} أن اسكتي قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه أخذه مثل السبات فلما قضى الوحي قال اذهبي فادعي زوجك ، فدعته فتلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قوله : { فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا } ثم قال له : أتستطيع رقبة ، قال لا ، فتلا عليه { فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا } ، فقال يا رسول الله إني إذا لم أكل في اليوم ثلاث مرات خشيت أن يعشو {[67498]} بصري ، فتلا عليه { فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا } ، ثم قال له أتستطيع أن تطعم ستين مسكينا ، قال لا يا {[67499]} رسول الله إلا أن تعينني {[67500]} ، فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعم {[67501]} .
روى عروة بن الزبير قال ، قالت عائشة رضي الله عنها ، " الحمد لله الذي وسع {[67502]} سمعه الأصوات {[67503]} ، إن خولة {[67504]} تشتكي زوجها للنبي صلى الله عليه وسلم {[67505]} فيخفى ( علي أحيانا بعض ما تقول ، فأنزل الله جل ذكره : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما } الآية {[67506]} {[67507]} .
وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : خولة في محاورتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أشكو إليك ذلك فهو قوله وتشتكي إلى الله . وروى أيضا عن عروة عن عائشة أنها قالت : تبارك الذي وسع سمعه الأصوات كلها ، إن المرأة لتناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم {[67508]} ، اسمع بعض كلامها ، ويخفى علي [ بعضه ] {[67509]} ، إذا أنزل عز وجل { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } {[67510]} الآية {[67511]} .
قال قتادة : أتت خويلة بنت ثعلبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشتكي إليه زوجها أوس بن الصامت {[67512]} فقالت : يا رسول الله ظاهر مني حين كبرت سني ورق عظمي ، فأنزل الله عز وجل {[67513]} فيها ما تسمعون ، ثم تلا { قد سمع الله قول التي تجادلك {[67514]} } إلى قوله { لعفو غفور } {[67515]} {[67516]} .
وقوله : { ثم يعودون لما قالوا } [ 3 ] أي : يريد المظاهر يغشى ( امرأته بعدما ظاهر منها ) {[67517]} .
وروى أنه لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم {[67518]} أتستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا يا رسول الله إلا أن تعينني {[67519]} منك وصلاة/يريد ودعاء فأعانه ( رسول الله صلى الله عليه وسلم {[67520]} بخمسة عشر صاعا {[67521]} .
قال ابن عباس كان الرجل إذا قال لامرأته في الجاهلية : أنت علي كظهر أمي حرمت عليه ، فمضى ذلك في الإسلام ، وكان أول من ظاهر في الإسلام أوس وكانت تحته ابنة عم له يقال لها خولة بنت خويلد فظاهر منها ، فأسقط في يده فقال ما أراك إلا قد حرمت علي ، وقالت له مثل ذلك ، قال فأتت النبي صلى الله عليه وسلم {[67522]} فوجدت عنده ماشطة تمشط رأسه فأخبرته فقال يا خويلة ما أمرنا في أمرك بشيء فأنزل الله عز وجل {[67523]} على رسول الله صلى الله عليه وسلم {[67524]} قد سمع الله {[67525]} . . . الآيات ، فقال يا خويلة أبشري ، قالت خيرا ، فقرأ عليها { قد سمع الله } إلى قوله { فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا } {[67526]} ، قالت وأي رقبة لنا ، والله ما يجد {[67527]} رقبة غيري ، فقرأ عليها : { فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا } فقالت : والله لو لا أنه يشرب في اليوم ثلاث مرات {[67528]} لذهب بصره ، فقرأ عليها { فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا } {[67529]} ، فقالت من أين ، ما هي أكلة إلى مثلها قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر وسق وست ثلاثين صاعا ، والوسق ستون صاعا ، فقال ليطعم ستين مسكينا وليراجعك {[67530]} .
وقال محمد بن كعب القرطي هي خولة بنت ثعلبة {[67531]} امرأة أوس بن الصامت ، وكان رجلا به لهم فقال {[67532]} في بعض هجراته : أنت علي كظهر أمي ، ثم ندم على ما قال فقال لها ما أظنك إلا قد حرمت علي ، فقالت لا تقل ذلك ، فوالله ما أحب طلاقا فقالت إئت رسول الله فسله {[67533]} ، فقال : إني أجدني أستحيي منه أن أسأله {[67534]} عن هذا ، قالت فدعني أنا
أسأله/ ، فقال ، فجاءت إلى رسول الله فقالت يا رسول الله إن أوس بن الصامت أبو ولدي وأحب الناس إلي {[67535]} قد قال كلمة ، والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا ، قال أنت علي كظهر أمي .
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم {[67536]} ما أراك إلا قد حرمت عليه ، فقالت لا تقل ذلك يا نبي الله ، والله ما ذكر طلاقا ، فرادت النبي مرارا ، ثم قالت : اللهم إني أشكو [ اليوم ] {[67537]} إليك شدة حالتي ووجدي وما يشق علي من فراقه {[67538]} ، اللهم فأنزل على لسان نبيك ، فأنزل الله مكانها : قد سمع الله . . . الآيات {[67539]} .
وقوله : { وتشتكي إلى الله } هو ما شكت {[67540]} من تأسفها على فراق زوجها {[67541]} .
وقوله : { الله يسمع تحاوركما } أي : يسمع تحاور النبي وخولة .
{ إن الله سميع } {[67542]} أي : يسمع ما يتحاور به كل اثنين فأكثر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.