الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِيدَ فِيهِ بَأۡسٞ شَدِيدٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ} (25)

قوله : { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات } إلى قوله : { والله غفور رحيم } الآيات [ 24 – 27 ] .

أي لقد أرسلنا إلى أمم{[67367]} بالآيات المفصلات وأنزلنا معهم الكتاب بالأحكام والشرائع ، والميزان بالعدل .

قال ابن زيدا ( الميزان ) ما يعمل به ، ويتعاطون عليه في الدنيا من معائشهم في أخذهم وإعطائهم{[67368]} ، فالكتاب فيه شرائع دينهم وأمر أخراهم ، والميزان فيه تناصفهم في دنياهم{[67369]} .

{ ليقوم الناس بالقسط } أي : ليعمل{[67370]} الناس بينهم بالعدل{[67371]} .

ثم قال : { وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد } أي : قوة شديدة .

ثم قال : { ومنافع للناس } أي : وفيه منافع للناس ، وذلك ما ينتفعون به عند لقائهم العدو وغير ذلك من المنافع{[67372]} مثل السكين والقدوم .

قال{[67373]} ابن زيد البأس الشديد : السيوف والسلاح التي يقاتل بها الناس والمنافع هو حفرهم بها وحرثهم بها وغير ذلك{[67374]} .

قال مجاهد : أنزله ليعلم الله{[67375]}من ينصره ورسله بالغيب ، وأرسلنا الرسل وأنزلنا الكتاب والميزان ليعدلوا بينهم وليعلم حزب{[67376]} الله من ينصر دينه{[67377]} ورسله بالغيب منهم{[67378]} .

{ إن الله قوي } أي : على الانتصار ممن بارزه بالمعاداة ، وخالف أمره عزيز في انتقامه منهم .

قال مجاهد : أنزل الحديد ليعلم من ينصره{[67379]} .


[67367]:ع: "الأمر".
[67368]:ع: "وأعطاهم".
[67369]:انظر: جامع البيان 17/137.
[67370]:ح: "فيعمل".
[67371]:انظر: تفسير الغريب 454.
[67372]:ع: "منافعهم".
[67373]:ع: "وقال".
[67374]:انظر: جامع البيان 27/137، وإعراب النحاس 4/367.
[67375]:ساقط من ع.
[67376]:ع: "حرب" وهو تحريف.
[67377]:ع: "دين الله".
[67378]:انظر: جامع البيان 27/137.
[67379]:انظر: جامع البيان 27/137.