الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ وَلَآ أَدۡنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمۡ أَيۡنَ مَا كَانُواْۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ} (7)

ثم قال : { ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض } [ 7 ] أي : ألم تعلم يا محمد وتنظر بعين قلبك أن الله لا يخفى عليه شيء في السماوات والأرض ، فكيف يخفى عليه أعمال هؤلاء الكفارة{[67613]} . وقوله { ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم } " ثلاثة " بدل من " نجوى " على اللفظ ، " ونجوى " بمعنى متناجين ، ويجوز أن يكون " نجوى " مضافة إلى ثلاثة { إلا رابعهم }{[67614]} ، ونجوى بمعنى : ( سر ، أي : من سر ثلاثة ){[67615]} ، وقد يجوز رفع " ثلاثة " على البدل من موضع " نجوى " {[67616]} .

وفي حرف عبد الله : ولا أربعة إلا هو خامسهم ، وفيه أيضا إلا رابعهم{[67617]} .

{ ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر } إلا الله معهم إذا تناجوا . وهذه قراءة على التفسير لا يجوز أن يقرأ بها لمخالفتها للمصحف{[67618]} .

وقرأ أبو جعفر يزيد " ما تكون من نجوى ثلاثة " بالتاء على تأنيث النجوى ، كما تقول ما جاءتني من امرأة{[67619]} . وقرأ الحسن ولا أكثر بالرفع ، عطف على الموضع{[67620]} .

ومعنى هو رابعهم وهو سادسهم أي : هو شاهدهم بعلمه وهو على عرشه قاله الضحاك وغيره{[67621]} .


[67613]:انظر: إعراب النحاس 4/375.
[67614]:ساقط من ع.
[67615]:ع: (أسر أي: سر ثلاثة).
[67616]:انظر: مشكل الإعراب 722- 723، وإعراب النحاس 4/375 والكشاف 4/489، وتفسير القرطبي 17/289، والتبيان في إعراب القرآن 2/1213، والبحر المحيط 8/235.
[67617]:انظر: إعراب النحاس 4/375.
[67618]:انظر: إعراب النحاس 4/375.
[67619]:انظر: إعراب النحاس 4/375، وتفسير القرطبي 17/289، والمحتبس 2/315.
[67620]:انظر : إعراب النحاس 4/376، والبحر المحيط 8/235.
[67621]:انظر : جامع البيان 28/10، وإعراب النحاس 4/375.