الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَاۚ قَالُواْ شَهِدۡنَا عَلَىٰٓ أَنفُسِنَاۖ وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَشَهِدُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰفِرِينَ} (130)

قوله : { يا معشر الجن والإنس ألم ياتكم رسل{[21864]} } ( الآية ){[21865]} [ 131 ] .

معنى الآية : أنها خبر من الله ما{[21866]} هو قائل{[21867]} لهم يوم القيامة ، ومعنى : { يقصون عليكم آياتي } أي : يخبرونكم بحجتي وأدلتي على توحيدي{[21868]} ، { وينذرونكم لقاء يومكم هذا } أي : يحذرونكم لقاء عذاب يومكم هذا ، وهذا تقريع يكون لهم يوم{[21869]} القيامة على ما سلف منهم{[21870]} .

قال الضحاك : أرسل الله إلى الجن رسلا منهم بدلالة هذه الآية { ألم ياتكم رسل منكم }{[21871]} .

وقيل : معناه : أَنَّ ( مِنْكُمْ ) للإنس خاصة ، والرسل من الإنس غير ، وهذا كقوله : { يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان }{[21872]} ، واللؤلؤ إنما يخرج من الملح دون العذب{[21873]} .

وتأول{[21874]} ابن عباس أن رسلُ الإنس رسلٌ من الله ، ورسل الجن رسلٌ ( رسلِ ){[21875]} الله منهم ، وهم النذر ، وهم الذين سمعوا القرآن وَلَّوْا{[21876]} إلى قومهم منذرين{[21877]} . فهذا{[21878]} قول حسن .

وقيل : إنه لما كانت الإنس والجن تخاطب وتعقل ، قيل{[21879]} : { رسل منكم } وإن كان من أحد النوعين ، ومعنى ( مِنْكُم ) : أي : منكم في الخلق والتكليف والمخاطبة{[21880]} .

( و ){[21881]} قرأ الأعرج { ألم ياتكم } بالتاء ، على تأنيث المخاطبة{[21882]} .

وقوله : { قالوا شهدنا } أخبر{[21883]} الله عنهم بما يقولون يوم القيامة إذا قيل لهم ذلك ، ومعنى الشهادة : أنهم شهدوا{[21884]} أن الرسل قد أتتهم بآياته{[21885]} وأنذرتهم عذابه ، ولم يؤمنوا ، { وغرتهم الحياة الدنيا } أي : غرتهم زينتها فلم يؤمنوا ، { وشهدوا على أنفسهم } ( بالكفر ){[21886]} .


[21864]:ب د: رسل منكم يقصون عليكم آياتي.
[21865]:مكررة في ب. ساقطة من د.
[21866]:في تفسير الطبري 12/120: عما.
[21867]:ب: وايل.
[21868]:د: توحدي.
[21869]:ب د: من الله عز وجل يوم.
[21870]:هو قول الفراء في معانيه 1/354، وانظر: تفسير الطبري 12/120.
[21871]:انظر: تفسير الطبري 12/120.
[21872]:الرحمن آية 20.
[21873]:انظر: تفسير الطبري 12/121.
[21874]:ب: ناول.
[21875]:ساقطة من ب د.
[21876]:ب د: ولو.
[21877]:انظر: سورة الأحقاف من الآية 28 إلى 31. وانظر: تأويل ابن عباس في تفسير الطبري 12/122.
[21878]:ب د: وهذا.
[21879]:د: وقيل قيل.
[21880]:هو قول الزجاج في معانيه 2/292، وهو (أحسن ما قيل) في إعراب النحاس 1/580.
[21881]:ساقطة من ب.
[21882]:انظر: إعراب النحاس 1/581.
[21883]:د: أخبرنا.
[21884]:ب: يشهدوا.
[21885]:ب د: بآية.
[21886]:انظر: تفسير الطبري 12/123.