قوله : { يا معشر الجن والإنس ألم ياتكم رسل{[21864]} } ( الآية ){[21865]} [ 131 ] .
معنى الآية : أنها خبر من الله ما{[21866]} هو قائل{[21867]} لهم يوم القيامة ، ومعنى : { يقصون عليكم آياتي } أي : يخبرونكم بحجتي وأدلتي على توحيدي{[21868]} ، { وينذرونكم لقاء يومكم هذا } أي : يحذرونكم لقاء عذاب يومكم هذا ، وهذا تقريع يكون لهم يوم{[21869]} القيامة على ما سلف منهم{[21870]} .
قال الضحاك : أرسل الله إلى الجن رسلا منهم بدلالة هذه الآية { ألم ياتكم رسل منكم }{[21871]} .
وقيل : معناه : أَنَّ ( مِنْكُمْ ) للإنس خاصة ، والرسل من الإنس غير ، وهذا كقوله : { يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان }{[21872]} ، واللؤلؤ إنما يخرج من الملح دون العذب{[21873]} .
وتأول{[21874]} ابن عباس أن رسلُ الإنس رسلٌ من الله ، ورسل الجن رسلٌ ( رسلِ ){[21875]} الله منهم ، وهم النذر ، وهم الذين سمعوا القرآن وَلَّوْا{[21876]} إلى قومهم منذرين{[21877]} . فهذا{[21878]} قول حسن .
وقيل : إنه لما كانت الإنس والجن تخاطب وتعقل ، قيل{[21879]} : { رسل منكم } وإن كان من أحد النوعين ، ومعنى ( مِنْكُم ) : أي : منكم في الخلق والتكليف والمخاطبة{[21880]} .
( و ){[21881]} قرأ الأعرج { ألم ياتكم } بالتاء ، على تأنيث المخاطبة{[21882]} .
وقوله : { قالوا شهدنا } أخبر{[21883]} الله عنهم بما يقولون يوم القيامة إذا قيل لهم ذلك ، ومعنى الشهادة : أنهم شهدوا{[21884]} أن الرسل قد أتتهم بآياته{[21885]} وأنذرتهم عذابه ، ولم يؤمنوا ، { وغرتهم الحياة الدنيا } أي : غرتهم زينتها فلم يؤمنوا ، { وشهدوا على أنفسهم } ( بالكفر ){[21886]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.