قوله : { وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه } الآية [ 120 ] .
المعنى : وأي شيء لكم في ترك أكل ما ذكر اسم الله عليه{[21591]} ، وقد فصل لكم الحرام من الحلال{[21592]} ؟
وقرأ عطية العوفي{[21593]} ( وقد فصل ) بالتخفيف{[21594]} ، على معنى : ( أبان لكم ){[21595]} ، { إلا ما اضطررتم إليه } يريد لحم{[21596]} الميتة للمضطر{[21597]} .
ثم قال : { وإن كثيرا ليضلون{[21598]} } من فتح الياء{[21599]} أضاف الضلال إليهم في أنفسهم{[21600]} ، وتصديقه قوله { هو أعلم بمن ضل }{[21601]} و{ قد ضلوا }{[21602]} و{ هم الضالون }{[21603]} .
وحجة من ضم{[21604]} أنه أبلغ ، لأن كل من أضل غيره فهو ضال ، وليس كل من ضل أضل غيره ، فالضم{[21605]} أبلغ في الإخبار عنهم{[21606]} . وحجته أيضا ، أنهم قد وصفوا قبل بالكفر الذي هو الضلال ، فلا معنى لوصفهم بذلك ، فوجب وصفهم بأنهم مع ضلالتهم يضلون غيرهم{[21607]} . وكذلك الحجة فيما كان مثله مثل { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله }{[21608]} ، الضم أبلغ لأن شراء لهو الحديث ضلال ، ( فوصفه بفائدة ){[21609]} أخرى أولى{[21610]} من وصفه بما قد دل عليه الكلام الأول .
فالإضلال{[21611]} – هنا – أمكن من الضلال . وقد أجمع الجميع /{[21612]} على قوله : { فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس }{[21613]} أنه بالضم وعلى { فأضلونا السبيلا }{[21614]} .
قوله : { إن ربك هو أعلم ( بالمعتدين ) }{[21615]} أي : بمن اعتدى حدوده فتحاوزها{[21616]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.