قوله : { ويوم نحشرهم جميعا يا معشر الجن } الآية [ 129 ] .
{ جميعا } نصب على الحال{[21811]} . والمعنى : واذكر يوم نحشر هؤلاء العادلين ( و ){[21812]} أولياءهم من الشياطين ، { يا معشر الجن } أي : يقول لهم : يا معشر الجن ، ومعنى { قد استكثرتم من الإنس }{[21813]} أي : قد استكثرتم من إضلال الإنس{[21814]} .
{ وقال أولياؤهم } أي : أولياء الشياطين من الإنس ، { ربنا استمتع بعضنا ببعض } ومعنى الاستمتاع هنا : ( أن ){[21815]} الرجل كان في الجاهلية ينزل الأرض فيقول : ( أعود بكبير هذا الوادي ) ، فهذا استمتاع الإنس{[21816]} . وأما استمتاع الجن{[21817]} فهو تشريف الإنس لهم واستعاذتهم بهم واعتقادهم أن الجن يقدرون على ذلك{[21818]} .
وقيل : معنى{[21819]} الاستمتاع : أن الجن أغْوَتِ{[21820]} الإنس ، وقَبِلت{[21821]} الإنس منها{[21822]} .
وقيل : المعنى : أن الإنس تلذذوا{[21823]} بقبولهم من الجن ، ( وأن الجن ){[21824]} تلذذوا{[21825]} بطاعة الإنس لهم{[21826]} .
وقالوا : { وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا } وهو الموت{[21827]} . ( قال ) الله : { النار مثواكم } أي : مقامكم{[21828]} بها خالدين{[21829]} .
وقوله : { إلا ما شاء الله } استثناءٌ ليس من الأول{[21830]} ، والمعنى : إلا ما شاء الله من الزيادة في عذابكم{[21831]} . وسيبويه يمثل{[21832]} هذا بمعنى ( لكنَّ ){[21833]} . والفراء يمثّله{[21834]} بمعنى{[21835]} : ( سوى ){[21836]} .
ومثله في ( هود ) : { إلا ما شاء الله }{[21837]} أي : ما شاء من الزيادة{[21838]} ، وقال الزجاج : معنى الاستثناء هنا إنما هو : إلا ما شاء رَبُّك من محشرهم ومحاسبتهم{[21839]} . وقال الطبري : المعنى فيه أنه استثنى{[21840]} مدة محشرهم من قبورهم إلى مصيرهم إلى جهنم ، فتلك المدة التي استثنى الله تعالى من خُلوُدهم في النار{[21841]} . ( و ){[21842]} قال ابن عباس : جعل الله أمر هؤلاء القوم في مبلغ عذابه إلى مشيئته ، روي عنه أنه قال : هذه آية لا ينبغي{[21843]} لأحد أن يحكم على الله في خلقه ، لا ينزلهم جنةٌ ولا نارا{[21844]} . وقال : هذا الاستثناء{[21845]} لأهل الإيمان{[21846]} .
{ إن ربك حكيم عليم } العليم : هو العالم الذي كمل فيه علمه ، والحكيم : /{[21847]} الذي قد أكمل في حكمته{[21848]} ، ويكون ( الحكيم ) : الحاكم ، أو بمعنى الحكم{[21849]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.