الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُۥ كَانَت تَّأۡتِيهِمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٞ يَهۡدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْۖ وَّٱسۡتَغۡنَى ٱللَّهُۚ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٞ} (6)

ثم قال تعالى : ( ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا . . . )

أي : ذلك ( الذي ) {[68535]} [ نالهم ] {[68536]}على كفرهم والذي أعد لهم ربهم من العذاب من أجل أنه ( كانت تأتيهم رسلهم بالبينات ) : الآيات الواضحات {[68537]} على حقيقة ما تدعوهم {[68538]} إليه . فيقولون : ( [ أبشر ] {[68539]} يهدوننا ) استكبارا منهم أن يكون رسل الله {[68540]} ( إليهم ) {[68541]} بشرا مثلهم {[68542]} ، أتى " يهدوننا " بلفظ الجمع وقبله " بشر " ، " موحد " ، لأنه حمل على المعنى ، لأنه عند بعضهم اسم للجمع {[68543]} .

وحكى [ المازني ] {[68544]} أن النحويين أجازوا أن يقال : [ جاءني ] {[68545]} ثلاثة نفر وثلاثة رهط ، لأن نفرا ورهطا لأقل العدد ، [ وما دون العشرة يضاف لأقل العدد ، فلما وقع موقعه وهو مثله لأقل العدد ] {[68546]} جاز ، و " بشر " للعديد الكثير و " قوم " للقليل والكثير ، فلما خالف ما يضاف إليه ما دون العشرة ( لم يضف إليه كما لا [ يضاف ] {[68547]} ما دون العشرة ) {[68548]} إلى أكثر العدد .

وقال المبرد : إنما لم يضف ما دون العشرة إلى " بشر " ، لأنه يقع للواحد والجمع’ وما دون العشرة لا يضاف إلى الواحد . هذا معنى قولهما {[68549]} . واستدل على أن " بشرا " يقع للواحد[ بقول ] {[68550]} الله ( ما هذا بشرا ) {[68551]} ثم قال : ( فكفروا وتولوا . . . ) .

( أي ) {[68552]} : فجحدوا رسالات {[68553]} ربهم ، وأدبروا عن {[68554]} الإيمان برسلهم( واستغنى الله . . ) عن إيمانهم {[68555]} إذ [ لا يزيد ] {[68556]} في ملكه إيمانهم ، ولا ينقص منه كفرهم .

( والله غني حميد ) .

أي ( غني ) {[68557]} عن جميع خلقه ، محمود عند جميعهم ، إذ ما يهم من نعمة فمنه وبفضله {[68558]} .


[68535]:- ساقط من ث.
[68536]:- م: قال لهم (تحريف)
[68537]:- أ: رسلهم بالآيات الواضحة ث: رسلهم بالبينات الواضحات.
[68538]:- أ: ندعوهم.
[68539]:- ك: أبشرا.
[68540]:- أ: رسول الله صلى الله عليه وسلم
[68541]:- ساقط من أ.
[68542]:- انظر: جامع البيان 28/121.
[68543]:- أ: الجمع. وانظر: معاني الأخفش: 2/710 وجامع البيان 28/121 وإعراب النحاس: 4/443 وقال الراغب في مفرداته 45: (بشر): "استوى في لفظ "البشر" : الواحد والجمع وثني فقال تعالى: (أنومن لبشرين) المؤمنون:48".
[68544]:- م: المازني(تحريف)والذي في المتن هو بكر بن محمد بن حبيب أبو عثمان المازني، أحد أئمة النحو من أهل البصرة، وروى عن أبي عبيدة والأصمعي، وروى القراءة عن أبي عمر والجرمي عن سيبويه وعنه المبرد (ت:249 هـ). انظر: وفيات الأعيان 1/283 والبلغة للفيروزابادي :41 وبلغة الوعاة 1/463.
[68545]:- زيادة من "أ" ليست في م.ث.
[68546]:- ساقط من م.
[68547]:- م: يضافي
[68548]:- ساقط من أ، ث.
[68549]:- انظر: إعراب النحاس 4/443 وإعراب مكي 2/738، وانظر ما يتعلق بإضافة العدد في المقتضب: 2/164 وما بعدها.
[68550]:- م: يقول.
[68551]:- ث: بشر. يوسف/31 وهذا استدلال المبرد في إعراب النحاس 4/443 وانظر : المقتضب 3/347.
[68552]:- مخروم في ث.
[68553]:- ث: رسالت، أ: رسالة.
[68554]:- ث: على.
[68555]:- انظر جامع البيان 28/121 وإعراب النحاس: 4/443.
[68556]:- م: لا يريد.
[68557]:- ساقط من م.
[68558]:- انظر المصدرين السابقين.