ثم قال تعالى : ( ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا . . . )
أي : ذلك ( الذي ) {[68535]} [ نالهم ] {[68536]}على كفرهم والذي أعد لهم ربهم من العذاب من أجل أنه ( كانت تأتيهم رسلهم بالبينات ) : الآيات الواضحات {[68537]} على حقيقة ما تدعوهم {[68538]} إليه . فيقولون : ( [ أبشر ] {[68539]} يهدوننا ) استكبارا منهم أن يكون رسل الله {[68540]} ( إليهم ) {[68541]} بشرا مثلهم {[68542]} ، أتى " يهدوننا " بلفظ الجمع وقبله " بشر " ، " موحد " ، لأنه حمل على المعنى ، لأنه عند بعضهم اسم للجمع {[68543]} .
وحكى [ المازني ] {[68544]} أن النحويين أجازوا أن يقال : [ جاءني ] {[68545]} ثلاثة نفر وثلاثة رهط ، لأن نفرا ورهطا لأقل العدد ، [ وما دون العشرة يضاف لأقل العدد ، فلما وقع موقعه وهو مثله لأقل العدد ] {[68546]} جاز ، و " بشر " للعديد الكثير و " قوم " للقليل والكثير ، فلما خالف ما يضاف إليه ما دون العشرة ( لم يضف إليه كما لا [ يضاف ] {[68547]} ما دون العشرة ) {[68548]} إلى أكثر العدد .
وقال المبرد : إنما لم يضف ما دون العشرة إلى " بشر " ، لأنه يقع للواحد والجمع’ وما دون العشرة لا يضاف إلى الواحد . هذا معنى قولهما {[68549]} . واستدل على أن " بشرا " يقع للواحد[ بقول ] {[68550]} الله ( ما هذا بشرا ) {[68551]} ثم قال : ( فكفروا وتولوا . . . ) .
( أي ) {[68552]} : فجحدوا رسالات {[68553]} ربهم ، وأدبروا عن {[68554]} الإيمان برسلهم( واستغنى الله . . ) عن إيمانهم {[68555]} إذ [ لا يزيد ] {[68556]} في ملكه إيمانهم ، ولا ينقص منه كفرهم .
أي ( غني ) {[68557]} عن جميع خلقه ، محمود عند جميعهم ، إذ ما يهم من نعمة فمنه وبفضله {[68558]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.