الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَيُدۡخِلَكُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ يَوۡمَ لَا يُخۡزِي ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥۖ نُورُهُمۡ يَسۡعَىٰ بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (8)

ثم قال تعالى : ( يا أيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا . . . )[ 8 ] .

أي : يا أيها الذين صدقوا الله ، ارجعوا من {[69226]} ذنوبكم إلى طاعة الله وإلى ما يرضيه عنكم رجعة نصوحا ، أي {[69227]} : لا تعودون معها {[69228]} أبدا {[69229]} .

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : التوبة النصوح أن يتوب الرجل من العمل السيء ثم لا يعود فيه أبدا ولا يريد أن يعود فيه . وهو قول الضحاك . وقاله ابن مسعود {[69230]} .

وقال قتادة : التوبة النصوح {[69231]} " هي الصادقة الناصحة " {[69232]} .

ومن ضم النون {[69233]} ، فيجوز أن يكون جمع نُصْحٍ . ويجوز أن يكون مصدرا ، كرجل عدل ، ( أي ) {[69234]} : صاحب عدالة {[69235]} .

وقال ابن زيد : النصوح {[69236]} : الصادقة ، ويعلم أنها صدق بندامته على خطيئته وحب الرجوع إلى طاعة الله {[69237]} .

- ( ثم قال تعالى : ( عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم . . . )[ 8 ] .

أي : يمحوها عنكم {[69238]} .

و " عسى " من الله ) {[69239]} واجبة {[69240]} .

( ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار يوم لا يخزي الله النبيء والذين ءامنوا ( معه ) {[69241]} . . . )[ 8 ] .

أي : ويدخلكم بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار في يوم [ لا يخزي ] {[69242]} الله فيه النبي ، أي : لا يبعده من إِفْضالِهِ وإِنعامِهِ ، ولا يبعد الذين آمنوا معه من ذلك {[69243]} .

- ثم قال : ( نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم . . . )[ 8 ] .

قال ابن عباس : يأخذون كتباهم فيه البشرى {[69244]} .

( يقولون ربنا أتمم لنا نورنا . . . )[ 8 ] .

أي : يسألون ربهم أن يُبْقِيَ لهم نورهم حتى يجوزوا الصراط ، وذلك يطفئ نور المنافقين وقت يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا : انظرونا نقتبس من نوركم . قاله مجاهد {[69245]} وغيره .

وقال {[69246]} الحسن : " ليس أحد إلا يعطى نورا {[69247]} يوم القيامة فيُطفئُ {[69248]} نور المنافقين {[69249]} ، فيخشى المؤمن {[69250]} أن يطفئ نوره . فذلك قوله ( ربنا أتمم لنا نورنا ) " {[69251]} .

( واغفر لنا . . . )[ 8 ] .

أي : واستر علينا ذنوبنا {[69252]} .

( إنك على كل شيء قدير )[ 8 ] .

أي : إنك على إتمام نورنا وغفران ذنوبنا وغير ذلك من الأشياء قدير {[69253]} .


[69226]:- أ: عن.
[69227]:- ساقط من أ.
[69228]:- ث: لا يعودون.
[69229]:- انظر جامع البيان 28/167.
[69230]:- انظر جامع البيان 28/167-168, وتفسير ابن كثير 4/418, والدر8/227 وهو أيضا قول مجاهد. انظر: تفسيره: ص: 665.
[69231]:- أ: النصوحة.
[69232]:- جامع البيان 28/168.
[69233]:- وهي قراءة عاصم في جامع البيان 28/128, وفي السبعة, ص: 641: رواية أبي بكر عن عاصم وخارجة عن نافع, وزاد في المبسوط, ص: 440 أنها رواية حماد عن عاصم. وفي البحر 8/293 هي قراءة الأعرج وعيسى أيضا, وحكاها في الإتحاف 2/548 عن الحسن.
[69234]:- ساقط من أ.
[69235]:- انظر: معاني الزجاج5/194, والحجة لابن خالويه, ص: 349, والحجة لأبي زرعة 714. والكشف 2/326, وقد اختار مكي فيه قراءة الجمهور حيث قرأوا بالفتح. انظر: المصادر السابقة. في هامش(10) وقد ذهب الفراء في معانيه 3/168 إلى أنه مصدر.
[69236]:- أ, ث: التوبة النصوح.
[69237]:- انظر: جامع البيان 28/168.
[69238]:- انظر: جامع البيان 28/168.
[69239]:- ما بين قوسين:( ثم قال- من الله) ساقط من أ.
[69240]:- انظر: تفسير القرطبي:18/200.
[69241]:- ساقط من ث. وفي أ: امنوا معه نورهم.
[69242]:- م: لا تخزي.
[69243]:- انظر: جامع البيان28/168.
[69244]:- انظر: جامع البيان 28/168.
[69245]:- انظر جامع البيان 28/168 وأخرجه أيضا عن ابن عباس. وانظر : قول مجاهد في تفسيره, ص: 66 أيضا وحكاه ابن كثير في تفسيره:4/418 عن الضحاك أيضا.
[69246]:- أ: قال.
[69247]:- أ: نور.
[69248]:- أ: فتطفى.
[69249]:- أ: المنافقون
[69250]:- ث: المومنون.
[69251]:- جامع البيان 28/169.
[69252]:- انظر: المصدر السابق.
[69253]:- انظر: المصدر السابق.