ثم قال تعالى : ( يا أيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا . . . )[ 8 ] .
أي : يا أيها الذين صدقوا الله ، ارجعوا من {[69226]} ذنوبكم إلى طاعة الله وإلى ما يرضيه عنكم رجعة نصوحا ، أي {[69227]} : لا تعودون معها {[69228]} أبدا {[69229]} .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : التوبة النصوح أن يتوب الرجل من العمل السيء ثم لا يعود فيه أبدا ولا يريد أن يعود فيه . وهو قول الضحاك . وقاله ابن مسعود {[69230]} .
وقال قتادة : التوبة النصوح {[69231]} " هي الصادقة الناصحة " {[69232]} .
ومن ضم النون {[69233]} ، فيجوز أن يكون جمع نُصْحٍ . ويجوز أن يكون مصدرا ، كرجل عدل ، ( أي ) {[69234]} : صاحب عدالة {[69235]} .
وقال ابن زيد : النصوح {[69236]} : الصادقة ، ويعلم أنها صدق بندامته على خطيئته وحب الرجوع إلى طاعة الله {[69237]} .
- ( ثم قال تعالى : ( عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم . . . )[ 8 ] .
أي : يمحوها عنكم {[69238]} .
و " عسى " من الله ) {[69239]} واجبة {[69240]} .
( ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار يوم لا يخزي الله النبيء والذين ءامنوا ( معه ) {[69241]} . . . )[ 8 ] .
أي : ويدخلكم بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار في يوم [ لا يخزي ] {[69242]} الله فيه النبي ، أي : لا يبعده من إِفْضالِهِ وإِنعامِهِ ، ولا يبعد الذين آمنوا معه من ذلك {[69243]} .
- ثم قال : ( نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم . . . )[ 8 ] .
قال ابن عباس : يأخذون كتباهم فيه البشرى {[69244]} .
( يقولون ربنا أتمم لنا نورنا . . . )[ 8 ] .
أي : يسألون ربهم أن يُبْقِيَ لهم نورهم حتى يجوزوا الصراط ، وذلك يطفئ نور المنافقين وقت يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا : انظرونا نقتبس من نوركم . قاله مجاهد {[69245]} وغيره .
وقال {[69246]} الحسن : " ليس أحد إلا يعطى نورا {[69247]} يوم القيامة فيُطفئُ {[69248]} نور المنافقين {[69249]} ، فيخشى المؤمن {[69250]} أن يطفئ نوره . فذلك قوله ( ربنا أتمم لنا نورنا ) " {[69251]} .
أي : واستر علينا ذنوبنا {[69252]} .
( إنك على كل شيء قدير )[ 8 ] .
أي : إنك على إتمام نورنا وغفران ذنوبنا وغير ذلك من الأشياء قدير {[69253]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.