الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُۚ إِنۡ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (188)

قوله : { قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله{[26356]} } ، إلى قوله : { عما يشركون }[ 188 ، 189 ، 190 ] .

والمعنى : قل يا محمد ، لسائليك عن الساعة : { لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله } أن يملكنيه ، بأن يقويني عليه ، ويعنني ، { ولو كنت أعلم الغيب } ، أي : أعلم ما هو كائن { لاستكثرت من الخير }[ 188 ] ، أي : من العمل الصالح{[26357]} .

وقال ابن جريج : { لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا } أي : هدى ولا ضلالة ، { ولو كنت أعلم الغيب } ، أي : متى أموت ، لاستكثرت من العمل الصالح{[26358]} .

وقال مجاهد مثله{[26359]} .

وقال ابن عباس : { ولو كنت أعلم الغيب } أي : أعلم السنة الجدبة من الخصبة ، لاستكثرت من الرُّخْص{[26360]} .

وقيل : { [ و ]{[26361]} لو كنت أعلم الغيب } أي : ما كتب الله{[26362]} .

وقيل{[26363]} : لو كنت أعلم ما تسرونه وما يقع بكم حتى تحذروا مكروهه أن تجيبوني إلى ما أدعوكم { لاستكثرت من الخير } أي : من إجابتكم إلى ما أدعوكم .

{ وما مسني السوء }[ 188 ] ، منكم بتكذيب أو عداوة .

وقال الحسن : { من الخير }[ 188 ] : من الوحي .

وقيل : /المعنى : لو كنت أعلم النصر في الحرب لقاتلت فلم أُغلب{[26364]} .

وقيل المعنى : لو كنت أعلم ما يريد الله مني من قبل أن يعرفنيه لفعلت{[26365]} . وهو اختيار النحاس{[26366]} .

{ وما مسني السوء }[ 188 ] أي : الضر{[26367]} .

وقيل : { وما [ مسني ]{[26368]} } تكذيبكم وقولكم : مجنون{[26369]} .


[26356]:{إلا ما شاء الله}، ساقط من "ج".
[26357]:جامع البيان 13/301، 302، باختصار.
[26358]:التفسير 141، 142، وجامع البيان 13/302، وتفسير ابن كثير 2/273، وفيه: "وفيه نظر؛ لأن عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ديمة. وفي رواية: كان إذا عمل عملا أثبته، فجميع عمله كان على منوال واحد، كأنه ينظر إلى الله عز وجل، في جميع أحواله. اللهم إلا أن يكون المراد: أن يرشد غيره إلى الاستعداد لذلك. والله أعلم"، والدر المنثور 3/623.
[26359]:جامع البيان 13/302، وتفسير ابن حاتم 5/1629، وزاد المسير 3/300، وتفسير ابن كثير 2/273.
[26360]:زاد المسير 3/300، والمحرر الوجيز 2/485، وصرح بنقله عن مكي، وتفسير القرطبي 7/213، بخلاف في اللفظ. انظر: معاني القرآن للفراء 1/400، وجامع البيان 13/302. ورخص الشيء رُخْصا، من باب قرب، وهو ضد الغلاء، والرخص وِرَان: قفل، اسم منه المصباح: رخص.
[26361]:زيادة من "ج".
[26362]:انظر: تفسير هود بن محكم الهواري 2/64، وإعراب القرآن للنحاس 2/166، وتفسير القرطبي 7/213، والبحر المحيط 4/434.
[26363]:في "ج": وقيل المعنى.
[26364]:إعراب القرآن للنحاس 2/167، بلفظ: لو كنت أعلم متى يكون لي...
[26365]:في إعراب القرآن للنحاس: لفعلته. وهي مطموسة في "ر"، وعسيرة القراءة في "ج".
[26366]:إعراب القرآن 2/166. وحرَّف: النحاس في الأصل إلى: الناس.
[26367]:جامع البيان 13/303.
[26368]:زيادة من "ج" و"ر".
[26369]:انظر: معاني القرآن للزجاج 2/394، وزاد المسير 3/300.