قوله : { قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم }[ 38 ] الآية .
قرأ الأعمش : " ( حتى ) إذا تداركوا ( فيها ) " ، على الأصل ، على تفاعلوا{[23559]} .
وقرأ مجاهد : ادّركوا{[23560]} ، أي : أدرك بعضهم بعضا ، وأصله : افتعلوا{[23561]} .
والمعنى : إنها خبر من الله ( تعالى ){[23562]} ، عما يقول لهؤلاء المفترين المكذبين بالقرآن يقول لهم : { ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم } ، أي : في جماعة من أجناسكم ، { قد خلت } في النار ، { من الجن والانس }{[23563]} .
وقيل : معنى { في أمم } ، أي : مع أمم{[23564]} .
وقوله : { كلما دخلت أمة لعنت اختها }[ 38 ] .
أي : كلما دخلت جماعة النار شتمت الجماعة الأخرى التي من أهل ملتها{[23565]} .
وعني ب " الأخت " هنا : الأخوة في الدين والملة{[23566]} .
قال السدي : يلعن المشركون [ المشركين ]{[23567]} ، واليهود اليهود ، والنصارى النصارى{[23568]} . وكذلك أهل كل ملة تلعن الجماعة ، من أهل دينها التي دخلت النار قبلها .
وقوله : { حتى إذا ادركوا{[23569]} فيها }[ 38 ] .
أي : أدرك الآخر الأول في النار ، واجتمعوا ، { قالت اخراهم } ، أي : الجماعة الآخرة { لأولاهم } للجماعة الأولى{[23570]} من أهل دينها ، الذين أضلوا من كان بعدهم ؛ لأن الأول أضل الآخر { ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار }[ 38 ] .
قال السدي : { قالت أخراهم } ، الذين كانوا في آخر الزمان ، { لأولاهم } ، للذين{[23571]} شرعوا لهم الدين{[23572]} .
ثم أخبرنا الله ( تعالى ){[23573]} ، عما هو قائل لهم ، بأن قال : { لكل ضعف }[ 38 ] ، أي : للأولى{[23574]} والآخرة { ضعف }{[23575]} من النار ، أي : يكون عليكم{[23576]} العذاب ، { ولكن لا تعلمون }[ 38 ] ، أي : ولكنكم{[23577]} لا تعلمون قدر ما أعد الله لكم من العذاب ، فلذلك تسألون الضعف{[23578]} . وهذا على المخاطبة لهم{[23579]} .
ومن قرأ " بالياء " {[23580]} ، فعلى الإخبار عنهم أنهم لا يعلمون قدر العذاب .
[ وقيل : إن معنى قراءة " التاء " ، ولكن لا تعلمون يا أهل الدنيا مقدار عذاب الآخرة{[23581]} .
ومعنى " التاء " : ولكن لا تعلمون أيها المخاطبون ما لكل فريق منكم من العذاب{[23582]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.