- قوله : ( قل اوحي إلي أنه استمع {[70729]} ) ، إلى قوله : ( شططا ) .
أي : قل يا محمد ( لأمتك ) {[70730]} أوحى الله إلي أنه {[70731]} استمع نفر من اجن القرآن ومضوا إلى قومهم .
- ( فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ، يهدي إلى الرشد {[70732]} )
أي : إلي ما فيه الرشد لمن قبله ( فئامنا به . . . ) أي : فصدقنا به .
أي : ولا نجعل لربنا شريكا في عبادتنا إياه بل نعبده وحده .
قال ابن عباس : كان النبي صلى الله عليه وسلم بحراء يتلو القرآن فمر به نفر من الجن فاستمعوا إلى قراءته وآمنوا به ومضوا إلى قومهم منذرين ، فقالوا ما حكى الله عنهم .
وروى جابر بن عبد اله ، وابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليهم سورة الرحمن ، [ فكلما ] {[70733]} قرأ عليهم ( فبأي [ آلاء ربكما تكذبان ] {[70734]} ) قالت الجن : لا شيء من إنعامك {[70735]} نكذب ربنا . ولما قرأها النبي على أصحابه ، قال ما لي أراكم سكوتا ، [ للجن ] {[70736]} كانوا أحسن منكم ردا {[70737]} .
ومن فتح " أن " في ( وإنه ) وما بعدها {[70738]} عطفه على الهاء في " به " فصدقنا به وصدقا أنه تعالى {[70739]} وكذلك ما بعده .
وما لم يحسن فيه " صدقنا " و " آمنا " أضمر له فعل يليق بالمعنى نحو قوله : ( وإنا لما سمعنا الهدى ) ، ( وإنا ظننا ) ، ( وإنه كان رجال ) {[70740]} ، ( وإنهم ظنوا ) وشبهه ، كأنه ضمر " شهدنا " ، لأن التصديق شهادة ، وأضمر {[70741]} [ أُلهمنا ] {[70742]} ونحوه ، فإن في جميع ذلك في موضع نصب لأنه عطف على المعنى في ( فئامنا به ) فأما من كسر {[70743]} ، فإنه ابتداء " إن " بعد القول في قوله : ( إنا سمعنا ) {[70744]} ثم عطف ( ما ) {[70745]} بعدها عليها لأنه كله من قول الجن {[70746]} .
ومما يدل على قراءة الفتح دخول " أن " في قوله تعالى ( وأن لو استقاموا ) ، لأن " أن " لا [ تدخل ] {[70747]} مع " لو " في الحكاية فلما دخلت أن مع " لو " عُلم أن ما قبلها وما بعدها {[70748]} لم يحمل على الحكاية أيضا ، وإذا لم يحمل على الحكاية لم يجب فيه الكسر ، وإذا لم يُكسر وجب فتحه .
ولا يحسن أن يعطف من فتح على ( أنه استمع ) لأنه ليس كله يحسن فيه ذلك المعنى . لو قلت " وأوحى إلي أننا ظننا " وأوحي إلي ) {[70749]} أنه كان ( يقول سفيهنا ) {[70750]} لم يحسن شيء من ذلك لأنه مما حكى الله جل ذكره لنا من قول الجن . فلا يجوز أن يعطف كلام الجن على ما أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه {[70751]} ليس مننه . وعلى كسر الجميع {[70752]} وفتح ( وإنه لما قام عبد الله يدعوه ) وهو [ أبو عمر ] {[70753]} وابن كثير ، لأنه ليس من قول الجن فيحمل على الحكاية ، فحمله على العطف على قوله : ( أنه استمع ) فهو في موضع رفع عطف على المفعول الذي لم يسم فاعله وهو ( أنه استمع ) .
فأما على ( من ) {[70754]} فتح " أن " في {[70755]} قوله : ( وأن {[70756]} لو استقاموا ) وإجماعهم على ذلك فلأنها بعد يمين مقدرة فانقطعت عن النسق ، والتقدير : والله أن لو استقاموا على طريقة لأسقيناهم ماء غدقا .
وكان سبب استماع الجن للقرآن( ما ) {[70757]} قال ابن عباس ، قال انطلَقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه {[70758]} عامدين ( سوق ) {[70759]} عكاظ {[70760]} وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، فأرسلن عليهم الشهب ، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا : حيل بيننا وبين السماء ، وأرسلت علينا الشهب ، فقالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء {[70761]} حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها تبتغوا ما هذا الذي حال ببينكم وبين خبر السماء . ( فانصرف ) {[70762]} أولئك النفر {[70763]} الذين توجهوا نحو [ تهامة ] {[70764]} إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة {[70765]} عامدا إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، / فلما سمعوا القرآن استمعوا له {[70766]} ، وقالوا : هذا {[70767]} والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء . فهناك حين رجعوا إلى قومهم فقالوا : إنا {[70768]} سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا ( أحدا ) {[70769]} ، فأنزل الله جل ذكره ذلك على نبيه {[70770]} .
قال زر {[70771]} : قدم رهط[ زوبعة ] {[70772]} وأصحابه {[70773]} إلى مكة على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعوا قراءته ثم انصرفوا فهو قوله : ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن ) {[70774]} . قال ] {[70775]} : وكانوا تسعة منهم [ زوبعة ] {[70776]} .
قال الضحاك : قوله : ( قل اوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ) ( هو قوله : ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن ) {[70777]} ) ثم ذكر من الخبر ( نحو ) {[70778]} ما تقدم {[70779]} .
والنفر في اللغة ثلاثة فأكثر {[70780]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.