الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مِّمَّا خَطِيٓـَٰٔتِهِمۡ أُغۡرِقُواْ فَأُدۡخِلُواْ نَارٗا فَلَمۡ يَجِدُواْ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَارٗا} (25)

- قوله : ( مما خطيئاتهم أغرقوا ) [ 26 ] .

أي : من عقوبة خطيئاتهم أغرقهم الله ثم أدخلهم النار ، يعني قوم نوح .

- فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا )

- أي : فلم يجدوا لأنفسهم ناصرين ينصرونهم من عذاب الله إذ جاءهم . و " ما " {[70684]} زائدة للتوكيد .

- وقال الفراء : ( مما خطيئاتهم ) معناه : من أجل خطيئاتهم ، ف " ما " أفادت هذا {[70685]} المعنى ، قال : و " ما " تدل على المجازاة ، ومنه قوله {[70686]} : حيث ما {[70687]} تكن أكن {[70688]} . وقد قرأ أبو عمرو : " خطاياهم " {[70689]} ، جعله جمعا مكسورا ، واختاره لأنه مبني للتكسير {[70690]} ، والمسلم الذي بالتاء : الأغلب في كلام العرب أن يكون للقليل ، وليس خطايا قوم كفروا ألف سنة بقليلة {[70691]} .

وعلة {[70692]} من قرأ بالجمع المسلم بالتاء أنه يقع للكثير كما يقع للقليل ، وتختص الكثيرة إذا عُلم المعنى . وقد قال الله : ( وهم في الغرفات ءامنون ) {[70693]} وقال ( لكلمات {[70694]} ربي ) {[70695]} ، فهل هذا جمع قليل في قول واحد ؟ بل هو كثير ، إذ قد علم المعنى ، فكذلك ذاك {[70696]} ، وقد قيل : إن الخطيئات جمع [ خطايا ] {[70697]} أيضا ، فهو جمع الجمع ، وجمع الجمع بابه الكثير {[70698]} .


[70684]:- أي في قوله:( مما خطيئاتهم).
[70685]:- ث: هذه.
[70686]:- أ: قولهم.
[70687]:- ث: جيثما.
[70688]:- انظر معاني الفراء 3/189-190, وهذا معنى كلامه, وهو قول الطبري أيضا في جامع البيان 29/100.
[70689]:- بغير مد و لا همز ولا تاء, وانظر: قراءته في جامع البيان 29/100 والسبعة 653 والمبسوط 450, والمحرر 16/128 وحكاها أيضا عن الحسن وعيسى والأعرج وقتادة بخلاف عنهم وانظر: البحر 8/343.
[70690]:- أ: للكثير. وانظر الحجة لابن خالويه 353, والحجة لأبي زرعة 726 نقلا عن الأصمعي فيما يرويه عن أبي عمرو.
[70691]:- انظر: تفسير القرطبي 18/311.
[70692]:- أ: وعنه.
[70693]:- سبأ:37.
[70694]:- أ: بكلمات, ث: الكلمات. ( كلاهما تحريف).
[70695]:- الكهف:104.
[70696]:- أ, ث: ذلك.
[70697]:- م: خطيئات, ث: خطيات.
[70698]:- ث: الكثير بابه.