الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا} (28)

- ثم قال : ( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مومنا . . )

أي : اعف عني واستر ذنوبي وعلى والدي ، وعلى من دخل بيتي .

- أي : مسجدي- ( مومنا ) : أي : مصدقا بك .

قال الضحاك ( بيتي ) {[70706]} " مسجدي " {[70707]} .

[ وقرأ ] {[70708]} ابن جبير : ( والدي ) {[70709]} يعني أباه .

وقرأ يحيى بن يعمر {[70710]} ( ولوالدي ) {[70711]} يعني ابنيه .

وقوله : ( وللمؤمنين والمؤمنات ) أي {[70712]} : وللمصدقين بتوحيدك ورسلك وكتبك والمصدقات . روى عكرمة أن ابن عباس قال : لأرجو أن يكون من استجاب لنوح فأغرق بدعوته أهل الأرض جميعا أن يستجيب له في كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة ، يعني بدعائه هذا الذي حكاه الله لنا عنه في هذه السورة .

- ثم قال ( ولا تزد الظالمين إلا تبارا )

أي : ولا تزد الظالمين أنفسهم بكفرهم بك إلا تبارا . قال مجاهد : تبارا : خسارا {[70713]} .

وقال الفراء : تبارا : ضلالا {[70714]} .

وقيل : هلاكا {[70715]} .

ويروي {[70716]} عن ابن سفيان بن عيينة أنه قال لرجل : طب نفسا فقد دعت لك الملائكة نوج وإبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم [ ثم قرأ ] {[70717]} ( والملائكة يسبحون ( بحمد ربهم ) {[70718]} ويستغفرون لمن في الارض ) {[70719]} يعني من المؤمنين .

قال أبو محمد [ مؤلفه رضي الله عنه ] {[70720]} ، وقد فسر الله هذا في آية أخرى ، فأخبر عن الملائكة أنهم يقولون : ( فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ) {[70721]} .

قال سفيان : وقال إبراهيم : ( رب اغفر لي ولوالدي وللمومنين يوم يقوم الحساب ) {[70722]}

وقال الله جل ذكره لمحمد صلى ا لله عليه وسلم ( واستغفر لذنبك وللمومنين {[70723]} والمومنات ) {[70724]} . قال أبو محمد : ولا نشك أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ما أمره الله به من الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات ، فهذا دعاء لا نشك إن شاء الله- أن الله قد أجابه لنوح وإبراهيم ومحمد والملائكة {[70725]} ، فمن مات على الإيمان فهو داخل تحت هذه الدعوات المذكورات ( إن شاء الله ) {[70726]} ، أماتنا الله على الإيمان وختم لنا بخير .


[70706]:- ساقط من أ.
[70707]:- جامع البيان 29/101, وزاد المسير 8/375, والمعالم 7/157, وحكاه أيضا الكلبي, وفي المحرر 16/129 هو قول ابن عباس وجمهور المفسرين, وكذا هو في البحر 8/343, وقال ابن كثير في تفسيره 4/456:" ولا مانع من حمل الآية على ظاهرها: وهو أنه دعا لكل من دخل منزله وهو مؤمن".
[70708]:- م: قال, أ: وقال.
[70709]:- المختصر 162 أيضا عن الجحدري والمحرر 16/129 وزاد المسير 8/375 وحكاها أيضا عن أبي بكر الصديق وابن المسيب والجوني. وفي تفسير الماوردي 4/316 عن ابن جبير أن المراد بوالديه أبوه وجده, وكذا هو في تفسير القرطبي 18/314, وهذا يدل على قراءة الجمهور ( ولوالدي): انظر: المحرر6/129.
[70710]:- هو أبو سليمان, يحيى بن يعمر العدواني البصري التابعي الجليل, أخذ القراءة عرضا عن ابن عمرو بن عباس, وأخذها عنه عرضا أبو عمرو بن العلاء, ولي قضاء مرو, وكان ورعا عالما باللغة, وهو أول من نقط المصاحف. ت:129هـ وقيل: قبل 90هـ انظر: البلغة للفيروزابادي: 285, والغاية لابن الجزري 2/381 وبغية الوعاة:2/345.
[70711]:- انظر: المحرر 16/129. وحكاها أيضا عن الجحدري والنخعي. وفي زاد المسير8/375 هي أيضا قراءة ابن مسعود وابي العالية والزهري.
[70712]:- ساقط من أ.
[70713]:- انظر: جامع البيان 29/101, وتفسير ابن كثير 4/456, والدر 8/295.
[70714]:- معاني الفراء 3/190.
[70715]:- أ: هلاك. وهذا قول مجاهد في إعراب النحاس 5/43 وقول السدي في تفسير الماوردي 4/316 وابن كثير 456, وقول أبي عبيدة في مجازه2/271 وابن قتيبة في الغريب 488, وقال الزجاج في معانيه 5/231:" وكل شيء أهلك فقد تبر, ولذلك سمي كل مكسر تبرا".
[70716]:- أ, ب: وروى.
[70717]:- م: ثم قال.
[70718]:- ساقط من أ.
[70719]:- الشورى: 3.
[70720]:- زيادة من أ.
[70721]:- غافر:6.
[70722]:- إبراهيم:43.
[70723]:- ما بين قوسين( ربنا اغفر- وللمؤمنين) ساقط من أ.
[70724]:- محمد:20.
[70725]:- أ: عليهم السلام.
[70726]:- ساقط من أ.