الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَٰلِكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَيۡدِ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (18)

قوله : { ذلكم وأن الله موهن } إلى : { المومنين } [ 18-19 ] .

{ ذلكم } : في موضع رفع على معنى الأمر : { ذلكم }{[27094]} .

أو : الأمر{[27095]} .

ويجوز فيها ، وفيما تقدم{[27096]} أن تكون في موضع نصب على معنى فعل : { ذلكم }{[27097]} .

و{ ذلكم } : إشارة إلى ما تقدم من قتل المشركين والظفر بهم{[27098]} .

وقوله : { وأن الله موهن } ، أي : واعلموا أن الله مضعف { كيد الكافرين } ، حتى ينقادوا{[27099]} .

وكل ما جاز في { وأن للكافرين }[ 14 ] ، جاز في هذه{[27100]} .

وقيل معنى{[27101]} { موهن } : يلقي الرعب في قلوبهم{[27102]} .


[27094]:على أنها خبر المبتدأ، وهو تقدير سيبويه، كما في الكتاب: 3/125: "تقول: ذلك وأن لك عندي ما أحببت، وقال الله عز وجل،: {ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين...} كأنه قال: الأمر ذلك وأن الله". وهو اختيار ابن الأنباري في البيان 1/385، والعكبري في التبيان 2/620. وينظر: البحر المحيط 4/473، والدر المصون 3/409.
[27095]:بالرفع على الابتداء. قال سيبويه، المصدر السابق: "ولو جاءت مبتدأة لجازت...". وفي البحر المحيط 4/473: "وقال الحوفي: {ذلكم}، رفع بالابتداء، والخبر محذوف والتقدير: ذلك الأمر".
[27096]:إشارة إلى قوله تعالى: {ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار}[14]، انظر: 517.
[27097]:المحرر الوجيز 2/512، والبحر المحيط 4/473، والدر المصون 3/409، انظر: الكشاف 2/195، والتبيان في إعراب القرآن 2/619.
[27098]:المحرر الوجيز 2/512، بلفظ: "إشارة إلى ما تقدم من قتل الله ورميه إياهم"، ومزيد توضيح في جامع البيان 13/449.
[27099]:جامع البيان 13/449، باختصار. وفي {موهن} ثلاث قراءات سبعية، انظرها: في التبصرة 211، والكشف 1/490، 491، وفيه: "...والاختيار أن يقرأ بالتشديد لما فيه من المبالغة، وأن يقرأ بالتنوين، لأن الأكثر عليه؛ ولأنه الأصل". وقال أبو جعفر، جامع البيان 13/450: "والتشديد في ذلك أعجب إليّ، لأن الله، تعالى ذكره، كان ينقض ما يبرمه المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه عقدا بعد عقد، وشيئا بعد شيء. وإن كان الآخر وجها صحيحا. [أي: {موهن}]".
[27100]:انظر: ما تقدم 517، والمصادر هناك. وفي جامع البيان 13/449: "وفي فتح {إن}، من الوجوه ما في قوله: {ذلكم فذوقوه وأن للكافرين}، وقد بينته هنالك".
[27101]:في المخطوطتين: معناه، ولا يستقيم به السياق، وأثبت ما اعتقدت صوابه.
[27102]:وهو قول النحاس في إعراب القرآن 2/182، باختصار. وهو في تفسير القرطبي 7/245، بلفظ النحاس.