الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ} (22)

وقوله : { إن شر الدواب عند الله الصم البكم }[ 22 ] .

أي : إن شر ما ذبّ على وجه الأرض من خلق الله عند الله{[27121]} { الصم } : عن الحق ، فلا ينتفعون به{[27122]} . ولا يتدبرونه ، { البكم } : عن قول الحق والإقرار بالله عز وجل ، ورسله ، صلوات الله عليه { الذين لا يعقلون }[ 22 ] : العمي عن الهدى .

قال مجاهد{[27123]} هم صم القلوب وبكمها وعميها ، وقرأ : { فإنها لا تعمى الابصار } الآية{[27124]} .

وعني بهذه الآية عند ابن عباس : نفر من بني عبد الدار{[27125]} .

وقيل عني بها : المنافقون{[27126]} .


[27121]:جامع البيان 13/459.
[27122]:في "ر": بها.
[27123]:هو قول ابن زيد في جامع البيان 13/460، باختصار، ولم أجد من عزاه إلى مجاهد، وليس في تفسيره المطبوع.
[27124]:الحج: 44، والآية بتمامها: {أفلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها...}.
[27125]:جامع البيان 13/460، ورجح فيه، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1677، وزاد المسير 3/337، والدر المنثور 4/43، وفتح القدير 2/341. قال ابن عطية في المحرر الوجيز 2/513: "وروي أن هذه الآية نزلت في طائفة من بني عبد الدار، وظاهرها العموم فيهم وفي غيرهم ممن اتصف بهذه الأوصاف".
[27126]:جامع البيان 13/461، عن ابن إسحاق، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1678، عن عروة بن الزبير، وزاد المسير 3/337، عن ابن إسحاق، والواقدي، ومقاتل، وتفسير ابن كثير 2/297، عن ابن إسحاق، وفيه: "ولا منافاة بين المشركين والمنافقين في هذا؛ لأن كلا منهم مسلوب الفهم الصحيح والقصد إلى العمل الصالح".