ثم{[27127]} قال : { ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم }[ 23 ] .
أي : لأسمعهم جواب كل ما يسألون عنه{[27128]} . أي : لو علم من نياتهم وضمائرهم مثل ما ينطقون به بأفواههم من الإيمان الذي لا يعتقدونه { لأسمعهم } ، أي لجعلهم يعتقدون بقلوبهم مثل ما ينطقون به بأفواههم ، فالأسماع في هذا إسماع القلوب وقبولها{[27129]} ما تسمع الآذان .
وقوله : { ولو أسمعهم لتولوا }[ 23 ] .
عاقبهم بالطبع على قلوبهم ، لما علم من إعراضهم عن الإيمان ، وما علم من كفرهم ، ولذلك دعا موسى عليه السلام{[27130]} . على قومه ، فقال : { واشدد على قلوبهم فلا يومنوا حتى يروا العذاب الاليم }{[27131]} . عاقبهم بالدعاء عليهم لما تبين من إصرارهم على الكفر ، وتماديهم عليه ، { ولو أسمعهم } ذلك { لتولوا وهم معرضون }[ 23 ] ، حسدا ومعاندة .
وقيل المعنى : { ولو علم الله فيهم / خيرا لأسمعهم } ، أي : لفهمهم مواعظ القرآن حتى يعقلوا ، ولكنه علم أنه لا خير فيهم ، وأنهم ممن كتب عليهم الشقاء ، فلو فهّمهم ذلك { لتولوا وهم معرضون } ؛ لأنه قد سبق فيهم ذلك{[27132]} ، والآية للمشركين ، وقيل : للمنافقين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.