الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ أَنتُمۡ قَلِيلٞ مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَـَٔاوَىٰكُمۡ وَأَيَّدَكُم بِنَصۡرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (26)

قوله : { واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الارض } ، إلى قوله : { أجر عظيم }[ 26-28 ] .

هذه الآية تذكير من الله عز وجل ، للمؤمنين بما أنعم عليهم من العز ، بعد أن كان المشركون يستضعفونهم{[27191]} . وهم قليل ، ويفتنونهم عن دينهم ، ويسمعونهم المكروه{[27192]} .

قوله : { تخافون أن يتخطفكم الناس }[ 26 ] . أي : يقتلونكم{[27193]} .

{ فآواكم }[ 26 ] . أي : جعل لكم مأوى تأوون إليه منهم{[27194]} .

{ وأيدكم }[ 26 ] .

أي : قواكم بنصره إياكم عليهم حتى قتلتموهم{[27195]} .

{ ورزقكم من الطيبات }[ 26 ] . أي : أحل لكم غنائمهم{[27196]} .

ف : { الطيبات } ، هنا : الحلال{[27197]} . { لعلكم تشكرون }[ 26 ] . و " لعل " هاهنا : ترج يعود إليهم{[27198]} .

والطبري يجعلها بمعنى : " كي " {[27199]} .

و{ الناس } ، في هذا الموضع : الذين كانوا يخافون منهم ، كفار قريش بمكة ، كان المسلمون قلة يٌستضعفون بمكة{[27200]} .

قال الكلبي ، وقتادة : نزلت هذه الآية في يوم بدر ، كانوا يومئذ قلة يخافون أن يتخطفهم{[27201]} الناس ، فقوَّاهم الله بنصره ، ورزقهم غنائم المشركين حلالا{[27202]} .

وقال وهب بن منبه : { تخافون أن يتخطفكم الناس } : فارس{[27203]} .

وقيل هي : فارس والروم{[27204]} .

وقال الطبري معنى : { فآواكم } ، أي : إلى المدينة ، { وأيدكم بنصره } ، أي : بالأنصار{[27205]} .

وكذلك قال السدي{[27206]} .


[27191]:في الأصل: وهي، وهو تحريف.
[27192]:جامع البيان 13/476، بتصرف.
[27193]:المصدر نفسه، بتصرف.
[27194]:جامع البيان 13/477.
[27195]:المصدر نفسه، بتصرف.
[27196]:جامع البيان 13/477.
[27197]:انظر: وجوه ونظائر الدامغاني 303، ووجوه ونظائر ابن الجوزي 414، وبصائر ذوي التمييز 3/531.
[27198]:المحرر الوجيز 2/517، بلفظ: "ترجع..متعلق بقوله {واذكروا}، انظر: البحر المحيط 4/480.
[27199]:جامع البيان 13/477، بلفظ: "يقول: لكي تشكروه على ما رزقكم وأنعم به عليكم..."، وهي بهذا المعنى أيضا في تفسير هود بن محكم الهواري: 2/83.
[27200]:وهو تفسير عكرمة في جامع البيان 13/477، ورجح فيه، وتفسير الماوردي 2/310، وزاد نسبته إلى قتادة. وعزي إلى ابن عباس في زاد المسير 3/343.
[27201]:في الأصل: يتخطفكم، وهو تحريف.
[27202]:تفسير عبد الرزاق الصنعاني 2/258، وفيه: "عن الكلبي أو قتادة أو كلاهما..."، وجامع البيان 13/477، وفيه: "...عن الكلبي أو قتادة أو كلاهما...."، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1682، وفيه: "....عن قتادة أو رجل نسيه أو كلاهما..."، بزيادة في لفظه.
[27203]:تفسير عبد الرزاق الصنعاني 2/258، وجامع البيان 13/478.
[27204]:وهو قول وهب بن منبه أيضا في جامع البيان 13/478، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1683، وتفسير الماوردي 2/310، وتفسير البغوي 3/347، وزاد المسير 3/343، والدر المنثور 4/47، وهو غير منسوب في تفسير هود بن محكم الهواري 2/83.
[27205]:جامع البيان 13/479.
[27206]:جامع البيان 13/479، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1683، والدر المنثور 4/48، وفتح القدير 2/244، وفيها: {وأيدكم بنصره}، يوم بدر، وفي تفسير البغوي 3/347: "...أي: قواكم يوم بدر بالأنصار".