تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تُؤۡمِنَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَجۡعَلُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ} (100)

وقوله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ ) قيل : بمشيئة الله ، وقيل : بعلم [ الله ][ من م ، ساقطة من الأصل ] وبإرادته ، وهو ما ذكرنا : /235-أ/ لا تؤمن نفس إلا بمشيئة الله وإٍرادته في ذلك . ولا يحتمل قوله ( إلا بإذن الله ) سوى المشيئة والإرادة لأنه كم من مأمور بالإيمان لم يؤمن ؟ فلم يحتمل الأمر . ولا يحتمل الإباحة ؛ لا يباح ترك الإيمان في حال .

[ وأصله ما ذكرنا لأنه لا يحتمل أن يكون عز وجل يعلم من خلقه اختيار عداوته والخلاف له ، ويسألهم[ الواو ساقطة من الأصل وم ] الولاية ؛ يخرج ذلك مخرج العجز لأن في الشاهد اختيار[ أدرج في الأصل وم قبلها : من ] عداوة أحد ، والآخر يختار ولايته ؛ إنه إنما يختار لضعفه وعجزه فيه ، والله أعلم[ أدرجت هذه العبارة في الصفحة التالية أيضا بعد : حين رأوا العذاب فحذفناها ] .

وقوله تعالى : ( وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ ) قيل [ ويجعل ][ ساقطة من الأصل وم ] الإثم على الذين لا يعقلون ، وقيل : ويجعل العذاب على الذين لا يعقلون ؛ أي لا يستعملون عقولهم حتى يعقلوا[ في الأصل وم : يعقلون ] ، أو على الذين لا ينتفعون بعقولهم .

وقال بعضهم في قوله : ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ ) قيل : وما كان لنفس في علم الله أنها لا تؤمن ، فتؤمن ، أي لا تؤمن نفس في علم الله أنها لا تؤمن ، إنما يؤمن [ من ][ ساقطة من الأصل وم ] في علم الله أنه لا يؤمن . وأما من في علم الله أنه لا يؤمن فلا يؤمن . وقيل : وما كان لنفس ؛ أي لا تؤمن نفس إلا بمشيئة الله ؛ أي إذا آمنت إنما تؤمن بمشيئة الله ؛ ما تفعل إنما تفعل بمشيئة الله . كقوله : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله )[ التكوير : 29 ] وقال بعضهم : قوله : بإذن الله ؛ أي بأمر الله ، فمعناه : إذا آمنت إنما تؤمن بأمره ، لا تؤمن بغير أمره . فالأول أقرب ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ ) أي يجعل جزاء الرجس ، أي يجعل جزاء الكفر على الذين لا يعقلون ، أي الذين لا ينتفعون بعقولهم ، والله أعلم .