تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِي شَكّٖ مِّن دِينِي فَلَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِينَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِنۡ أَعۡبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّىٰكُمۡۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (104)

وقوله تعالى : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي ) [ قوله ( إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي ) الذي أدين به ، أو ( إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي ) ][ من م ، ساقطة من الأصل ] الذي أدعوكم إليه ( فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) إذا شككتم في ديني الذي أدعوكم إليه كنتم شاكين في دينكم الذي أنتم عليه . [ فتركتم ديني الذي أنا عليه بالشك ودعاؤهم إلى دينهم ][ من م : فتركتم ديني الذي أنتم عليه ، ساقطة من الأصل ] بالشك [ يظهر[ في الأصل : يذكر ] سفههم بتركهم إجابته بالشك ][ ساقطة من م ] ودعائهم إياه بالشك [ لأن الشك ][ ساقطة من الأصل وم ] يوجب الوقف في الأشياء ، ولا يوجب الدعاء إليه وبطلان غيره[ أدرج بعدها في الأصل وم : لا شك ] .

هذا ، والله أعلم ، محتمل ، وهو يخرج على وجهين أيضا : أحدهما على الإضمار ، والآخر على المنابذة .

والإضمار ما ذكرنا ( إن كنتم في شك من ديني ) الذي أدين به [ وأدعوكم إليه ، فأنا لا أشك فيه . هذا وجه الإضمار .

ووجه المنابذة يقول : ( إن كنتم في شك ) مما أعبد ، وأدين به ][ ساقطة من م ] فلا تعبدون ذلك ، ولا تدينون به ، فأنا لا أعبد ما تعبدون ، ولا أدين بما تدينون ، وهو كقوله : ( لكم دينكم ولي دين )[ الكافرون : 6 ] .

وقوله تعالى : ( وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ) والتوفي هو النهاية والغاية في الإضرار ، وما تعبدون من الأصنام دونه لا يملكون [ المنفعة ][ ساقطة من الأصل وم ] ولا الإضرار لكم إن لم عبدوها ، يظهر[ في الأصل وم : يذكر ] سفههم ، ويلزمهم الحجة ؛ [ وهي أن ][ في م : أن ، ساقطة من الأصل ] الذي يتوفاكم هو المستحق للعبادة ، لا الأصنام التي تعبدونها .

وقوله تعالى : ( وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ) يشبه أن يكون قوله : ( من المؤمنين ) من المرسلين كقوله : ( وإن إلياس لمن المرسلين )[ الصافات : 123 ] وقوله[ الواو ساقطة من الأصل وم ] ( إنه من عبادنا المؤمنين )[ الصافات : 81و . . ] فعلى ذلك هذا . ويحتمل الإيمان نفسه على ما نهى أن يكون من المشركين والشاكين . فعلى ذلك أمر أن يكون من المؤمنين المخلصين له المسلمين أنفسهم ، والله أعلم .